هو الكلام الذي يختلف ويتميزعن باقي الألوان الأدبية بأن له وزناً وقافيةً وحاملاً للمعاني العميقة والجميلة في الوقت نفسه، ويتكون من عدة أبيات، ويعتبر الشعر أحد التيارات الإبداعية التي مارسها الإنسان منذ القديم وحتى وقتنا الحاضر، مستخدماً إياه كوسيلةٍ للتعبيرعن أحاسيسه وأحلامه وطموحاته والمواقف المحيطة والمؤثرة، به والتي يؤثر فيها بدوره. فيديو قد يعجبك: أغراض الشعر وتتنوع أغراض الشعر، فقد نظمَ الشعراء في الغزل؛ أي التعبير عن حبهم لمحبوباتهم، والوصف؛ الذي يعتمد على رواية ما رآه الشاعر، والفخر؛ وهو تعداد المحاسن والمميزات، والهجاء؛ الذي يعدد فيه الشاعر مساوئ من أمامه، بالإضافة إلى الرثاء؛ وهو ذكر مناقب الميت والبكاء عليه، والشعر الوطني؛ الذي نظمه الشعراء لأغراضَ مختلفةٍ سيتم الحديث عنها هنا. أنواع الشعر الشعر العمودي: وهو الشعر الذي يتألف من أبياتٍ في شكل سطرين متقابلين، ويسمى السطر الأول منها الصدر أما الثاني فهو العجز، ويلتزم بالوزن والقافية وقوة الألفاظAfficher la suite والمعاني، ومنAfficher la suite الأمثلة على شعراءٍ نظموا عليه؛ إبراهيم ناجي، وزهير بن أبي سلمى. شعر التفعيلة أو الشعر الحر: وهو الشعر الذي يعبر عن روح هذا العصر وقضاياه وآلامه وآماله، ولا يلتزم بوحدة الوزن والقافية، فقد تحرر منهما، ومن الشعراء الذين نظموا في هذا النوع من الشعر؛ محمود درويش، وأحمد مطر. الشعر الوطني وهو الشعر الذي ينظمه الشاعر مضمناً إياه المعاني والمشاعر الوطنية، من إعجابٍ وحبٍ واحترامٍ وإجلالٍ للوطن، بالإضافة إلى إظهار مدى تعلق الشاعر بوطنه بكل تفاصيله، والتعبير أيضاً عن الحنين إليه، ويعتبر نوعاً جديداً من أغراض الشعر. أهمية الشعر الوطني للشعر الوطني أهدافٌ متعددة، منها : حث الناس على أن يدافعوا عن أوطانهم من الظلم وغيره. بعث الأمل في نفوس الشعوب بقوتها وقدرتها على التحرر من عبوديتها. بيان أهمية قيم الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال والارادة وغيرها. دعوة الشعوب للكفاح والنضال والثورة. تهديد المحتل بثوراتٍ عارمةٍ ستقضي على ظلمه ودمويته وجرائمه. مثالٌ على الشعر الوطني ويعتبر النشيد الوطني في أغلب بلدان العالم شعراً وطنياً يعبر من خلاله الناس عن حبهم لأوطانهم، مثال ذلك قصيدة إبراهيم طوقان التي تحمل اسم "موطني"، والتي تعتبر نشيد فلسطين الوطني الذي يردده الفلسطينيون في أعيادهم الوطنية ومناسباتهم، وفي المدرسة ضمن فقرات الصباح المدرسية، وهو كالتالي : موطني موطني الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ في رباكْ في رباكْ والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ في هواكْ في هواكْ هل أراكْ هل أراكْ سالماً منعماً وغانماً مكرماً موطني موطني
الحكاية المثلية
(كليلة و دمنة لعبد الله بن المقفّع)
تعريف الحكاية المثلية :
هي قصّة أغلب أبطالها و شخصياتها من الحيوانات يعتمدها الكاتب للتعبير عن فكرة أو عبرة أو مبدإ خلقي أو قاعدة سلوكية يراد تعليمها و تعميمها لتستقيم الحياة و يصلح ما بها من ضروب الخلل
بناءا على هذا التعريف توظّف الحكاية المثلية امّا لعرض صور و مواقف ممّا ينبغي الاقتداء ب هوامّا لعرض صور و مواقف ممّا ينبغي اجتنابه و طرده
= غاية الحكاية المثلية في الحالتين النفع و الاصلاح
1 –الخصائص الفنية :
-البنية الثنائية :
بناء الحكاية المثلية متماثل فكل أبواب كتاب كليلة و دمنة تنطلق من قصّة اطار يطلب فيها الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبة أن يشرح له مثلا سائدا : "قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف : اضرب لي مثلا لمتحابّين يقطع بينهما الكذوب المحتال المحتال حتّى يحملهما علىAfficher la suite العداوة و البغضاء ". فيلبّي الفيلسوف بيدبا طلبه بسرد حكاية مثل حكاية الاسد مع الثور و دمنة
الحكاية المضمّنة قد تصبح بدورها قصّة اطارا تتولّد عنها قصّة مضمّنة (قصّة القملة و البرغوث تولّدت عن قصّة دمنة في اطار سعيه الى تحريش الاسد على الثور )
= علاقة القصة المضمّنة بالقصّة الاطار أنّها تنقل المثل من حيّز التجريد الى حيّز الاجراء ، بمعنى أنّ المثل أو الحكمة يستدلّ على فهم معانيها و أبعادها بذكر قصّة تفيض حياة بما توفّر فيها من مقوّمات قصصية من شأنها أن تسهّل على القارئ فهم ما ورد مجرّدا نظريّا .
-النزعة القصصية :
القصّة في كليلة و دمنة ممتعة مسليّة لكن الامتاع و التسلية ليسا مقصودين لذاتهما ، و انّما الغاية منها عملية التّأثير في القارئ و تهيئة سبل الاقناع و من أبرز المقوّمات القصصية في كليلة و دمنة .
أ –السّرد :
*المكان : عادة ما ترتبط الامكنة في الامثال بالطبيعة فهي الغابة أو الاحجمة وهي المؤثّثة بمؤثّثات بعضها مستمدّ من الطبيعة و البعض الآخر مستمدّ من عالم البشر
= هذه الامكنة لم تكن محدّدة جغرافيّا و لا سياسيّا فهي أمكنة مطلقة مما يمنح الاحداث التي تدور فيها نزعة اطلاقية تجعلها صالحة لكل زمان و مكان .
= هذا الاطلاق يقرّب الحكاية من الحكمة وهو ما يكسب الامثال قدرة على الاقناع باعتبار أن الحكمة لها تأثير سحريّ فب النفوس .
ب –الزّمان :
لا يتوفّر في الحكايات المثلية ومن خارجيّ ، فالأحداث ترجع الى مطلق الزمان اذ تبدو غير محدّدة
=هذا الاطلاق في الزمان يقرّب الحكاية من الحكمة التي لا تتقيّد بزمان محدّد .
استنتاج :
الاطلاق في الزمان و المكان يكسب الامثال طرافة تشدّ القارئ الى أحداثها و تدعوه الى التّأمّل في حكمها و مقاصدها ، وهو أمر يسهّل تحقيق وظيفة حجاجيّة هي الاقناع .
ج –الشخصيات : لعل ميزة الامثال في كتاب كليلة و دمنة تكمن في اجراء الحكايات على ألسنة الحكايات
= لعلّ هذه السلوكيات هي التي تجعل الحدث ممتعا ، مسلّيا لأنّه تأسّس على غريب الموقف و شاذّه .
= هذه الغرابة تصدم ذهن القارئ و تدعوه الى التّأمّل في أبعاد هذه الشخصيات الطريفة و ما تنجزه من أعمال خارقة للمألوف .
= طرافة حضور الشخصيات مدخل إقناع القارئ بقيمة الأفكار التي يدافع عنها الكاتب .
د –الأحداث :
هي في العادددة مرتبطة بحكاية قصيرة موجزة طريفة في معناها من قبيل : الحمامة المطوّقة – القملة و البرغوث أو الكبيب المدّعي للمعرفة .
المتأمّل في هذه الاحداث يجد أنّها عادة ما تنتظم وفق وظائف قصصية يمكن اجمالها في ثلاث مراحل
وضع الانطلاق : وهو وضع تكون فيه الاحداث هادئة مستقرّة تسير بشكل لا يوحي بأيّة غرابة
سياق التحول يتألف من طورين :
قادح التحوّل : وهو ما يقترن بتدخّل عنصر أجنبي يربك الحدث و يوتّره (حضور البرغوث)
العقدة " وهي مرحلة التّأزّم التي تبلغ فيها الاحداث طريقا مسدودا (لدغ البرغوث للرجل الغني)
وضع الختام : يمثّل المرحلة النهائيّة و فيه تكون العبرة من وراء كل ما وقف (موت القملة و فرار البرغوث)
= تتولّد الطرافة و المتعة من تتابع الاحداث و تسلسلها بشكل يشدّ القارئ و يشوّقه و يدفعه الى البحث على الحكمة التي تنطوي عليها الاحداث و التي يسعى الكاتب الى اقناع المتقبّل بها .
ب –الوصف :
ان الوصف على قلّته في الحكايات يساهم في احداث طرافة مستمدّة من التركيز على صفات تساهم حتما في تطوير الاحداث وفق غاية حجاجيّة رسمها المؤلّف و خطّط لبلوغها
كما يعبّر الوصف عن موقف السّارد من شخصياته :"انطلق دمنة فدخل عاى شتربة كالكئيب الحزين ".
= السّارد تسخّر من هذه الشخصية باقرار تظاهرها بعكس حقيقتها .
= سخرية السارد من هذه الشخصة غايتها حمل القارئ على نبذ هذه الشخصية لانّها تجسّد قيما متدهورة يسعى السارد الى اقناعه بضرورة تجنّبها و احلال قيم أصيلة بدلا عنها .
ج – الحوار :
هو حوار يجمع عادة أطرافا حيوانية و يعقد حول قضايا متعدّدة بعضها يتعلّق بالسّياسة و بضها الآخر يتعلّق بالمجتمع .
= يحقّق الحوار الوظائف المأثورة لدى البشر فيأتي أحيانا استرجاعيّا و أحيانا جداليّا و أخرى تبريريّا و هو أمر يجعل الحدث طريفا ممتعا مسلّيا لأن القارئ لم يعتد ان يجري الحوار على ألسنة الحيوانات
= مثّل الحوار مجالا يعرض الكاتب من خلاله أفكارا ترد على لسان الشّخصيات ، بعضها يدعونا الى الالتزام بها و اقرارها و بعضها الآخر بنفّرها الى تجنّبها ( مثال قال الفيلسوف :"ان العاقل لا يعدل بالاخوان شيئا":الفيلسوف يقدّس قيمة الصداقة وهي فكرة يتبنّاها ابن المقفّع و يسعى الى الاقناع بها )
-النزعة الحجاجيّة :
كثّف السارد من استعمال أساليب تخدم البعد الحجاجي :
الجمل الخبرية و التقريريّة
التركيب الشرطي التلازمي
النهي
النفي
التعليل
الحكمة
الاستفهام
الاستدراك
التفصيل
الامر
ليست الحكاية المثلية في كليلة ودمنة طريفة بفنها القصصي فحسب وإنما بتنوع وظائفها أيضا.
توسع في هذا القول من خلال شواهد دقيقة من كليلة ودمنة.
المقدمة:
التمهيد:
تشكل الحكاية المثلية في كتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع ظاهرة إبداعية في النثر العربي القديم خلال القرن الثاني للهجرة وهي ذات أصول سردية موصولة بالخرافة والأسطورة والحكاية العجيبة،
تنزيل الموضوع:
ويرى بعضهم أن قيمة هذا الإبداع لا تكمن "في طرافة الفن القصصي فحسب وإنما في تنوع وظائف الحكاية أيضا"
طرح الإشكالية:
فما أوجه طرافة القص في كليلة ودمنة؟
وما مظاهر تنوع وظائف الحكاية فيها؟
الجوهر:
مقدمةالجوهر:
يستدعي هذا الموضوع من خلال صياغته القائمة على ثنائية النفي والإثبات علاقة التكامل بين الشكل الفني الطريف والمضمون الدلالي المتنوع، ولو شرعنا في استخلاص مظاهر طرافة الفن القصصي فإننا نستقصي مظاهر منهAfficher la suite متعددة.
جوهر الجوهر:
إن القص لا يستقيم كما هو معلوم بداهة إلا بأساليب وأركان هي مقومات أساسية تقوم عليها كل حكاية، ومتى ولجنا عالم كليلة ودمنة ألفيناه يفتتح بعبارة سردية ذات محمول حكائي بها ينفتح القص وهي "زعموا أن ..." فهي سنة سردية راسخة تحقق وظيفة تواصلية تفتح الخطاب على جو عجائبي غرائبي هو من جنس الخرافة التي لا يعرف لها قائل و لا يتحمل تبعاتها سارد، وهي قاعدة كلامية تبرر الوهم ومخالفة الحقيقة .
كما يستند القص إلى أسلوب الحوار الذي يمسرح الأحداث في ساحة الخيال العجيب بين كائنات حيوانية ، والحوار في أغلبه ثنائي بين الملك والفيلسوف حينا والأسد والحيوان حينا آخر ، يقول الفيلسوف دبشليم "اضرب لي مثل .." فيجيب الفيلسوف بيدبا "زعموا أن .."وبدلك تتولد الأحداث ويتطور الحديث.
أماالسرد فهو خطي تتابعي عادة يتدرج وفق برنامج اتصالي أو انفصالي من بداية معلومة يقترحها الملك إلى نهاية مرسومة من إنتاج الفيلسوف "إنما ضربت لكهذا المثل لتعلم"، والقصص ههنا مستقلة الأبواب يحكمها مبدأ التناظر حينا (باب الأسد والثور - الحمامة المطوقة ) أو مبدأ التقابل أحيانا ( بابالأسد والثور - الأسد وابن آوى الناسك)
أما الوصف فقد استبطن مشاعر الشخصيات وكينونتها المتقلبة "فدخل على شتربة كالكئيب الحزين" فهو تأطير للأحداث ولفضاء القص زمانا ومكانا وللشخصيات "صورة الصياد في باب الحمامةالمطوقة"
الغزل العذري
السنة الأولى ثانوي مقال أدبي
المقدمة: لقد نشأ شعر الغزل العذري في ببيئة حجازية بدوية تخضع لمنظومة من القيم الأخلاقية كان لها بالغ الأثر في تجربة العاشق والمعشوق، ومن أبرز شعراء هذا الغزل البدوي جميل بن معمر الذي اعتبر بعضهم أن شعره "ليس سوى ترجمة فنية لتجربة حب مذاقها المعاناة والحرمان."
فما خصائص التجربة الفنية في غزل جميل بن معمر؟
وما أوجه المعاناة والحرمان فيه؟
الجوهر: يحصر هذا الموضوع غزل جميل في ترجمة الشعر للشعور، فجعل القصيدة انعكاسا لحقيقة المعاناة العذرية ، ولقد يقتضي منا العمل حينئذ أن نبدأ بعرض الخصائص الفنية سبيلا لإدراك المعاني والمعاناة المترجمة من خلالها.
إن قصيدة جميل بن معمر في غزله العذري حافلة بالتميز الفني فقد جعلت منالغزل غرضا مستقلا بذاته ، به تبدأ القصيدة وتنتهي بعدا ان كان قسما تابعا في النموذج الجاهلي يسمى النسيب ، به تفتتح جميع الأغراض. Afficher la suite />
فجميل يبدأ قصيدته مباشرة متغزلا إذ يقول :
أبى القلب إلا حب بثنة لم يرد سواها / وحب القلب بثنة لا يجدي
وقد توسل في سبيل التعبير عن حبه استعمال لغة بسيطة ، فهي مفهومة إلى حد الوضوح ، وموهمة إلى حد محاكاة الخيال ، تتردد فيها عبارات المعاناة إلى حد نثر تفاصيل حياته:
أمشي وتمشي في البلاد / كأننا أسيران للأعداء مرتهنان
إن معاناة جميل ههنا معاناة اجتماعية عبر عنها في صورة شعرية بسيطة تقوم على التشبيه أساسا.
ولعل السجلات العذرية الطافحة بالمعاناة مما يعبر عن مذاق تجربة جميل المرّة، ولكنها مررارة ممتزجة بعسل العشق الروحي الأبدي الأزلي الذي يستحيل فيه الغياب حضورا والحضور غيابا، فتتردد مفردات (الهجر -العتاب- الخصومة -الشوق-..)
فقصيدة جميل إذن يتردد فيها ضمير الأنا عادة (روحي- أمشي- أصلي- ضمنت) تحقيقا للوظيفة التعبيرية للغة وقليلا ما يحضر ضمير المخاطب (خليلي -أفق- ) لتحقيق الوظيفة التأثيرية الخطابية وأندر من ذلك حضور ضمير الغائب الذي يعود على الحبيبة ( قالت- ضمنتْ- روحها..).
يضاف إلى ذلك إيقاع حزين تغلب عليه الغنائية فالبحور رصينة ثقيلة ومزدوجة ازدواج المعاناة (بحر الطويل مثلا) وحروف الروي أنين ورنين (النون مثلا) وتاوه وتنهد وشدة وتشدد (الدال) صدى للقوة والضعف والألم والأمل.
تترجم كل هذه الخصائص الفنية حقيقة المعاناة التي ذاقها جميل في علاقته ببثينة، ترجمة شعرية صادقة يتماثل فيها عالما الشعر والشعور.
فما أوجه المعاناة والحرمان في شعر جميل؟
إن معاناة جميل ذات وجهين فهي معاناة ذاتية نفسية وأخرى اجتماعية حسية، فالأولى مصدرها الذات المرهفة والرقيقة والثانية مرجعها المجتمع المحافظ بعناصره المعرقلة.
لقد كان جميل يتطلع إلى حب مثالي لابداية له ولا نهاية فهو أزلي أبدي يمتد قبل الخلق وبعده في نظره، ليتجاوز حدود المكان والزمان، من هنا سر مأساته وجوهر معاناته فهو مثالي لا واقعي ، يجنّح في عوالم الروح وفلسفة المثل ، أليس هو القائل :
"وليس إذا متنا بمنتقض العهد" فلا حبه يموت بل "وزائرنا في في ظلمة القبر واللحد".
لذلك ظل محافظا على العهد ييبكي في حرقة وصمت متغنيا بمعاني الشوق وشاكيا باكيا في الصلاة وغير الصلاة كاشفا عن حرمانه من لقاء الحبيبة ورسوخ حبه لها .
أما الوجه الأخر للحرمان والمعاناة فهو وجه اجتماعي ، إذ تتعدد العناصر المعرقلة في بادية الحجاز (وادي القرى) فمنها الرقيب والواشي والمؤنب والمزري والعاذل والعين .. وقليلا ما نجد مساعدا (الخليلان)، لذلك تتعمق مظاهر الحرمان فلا وصال و لا لقاء إلا في عالم الخيال عبر آلة الحلم والقصيدة المسافرة إلى الحبيبة رغم الحصار.
إن معاناة جميل هي معاناة العشاق العذريين فنصغي من خلال قصائده إلى حرارة وجدانه وحرقة قلبه ، فكانت القصيدة ترجمة فنية صادقة لمعاناته وحرمانه.
الخاتمة: الغزل العذري أولا وأخيرا رنين وانين ، فالشاعر يترنم شعرا ويتألم وجدانا ، ويعبر عن الحنين إلى الحبيبة لغيابها فيطرب المتلقي ويمتعه ، فيحقق الإبلاغ بالبلاغة ، ويبلغ الإمتاع بالإبداع وتلك اقصى مقاصد الشعر وأرقاها.
فهل الشان ذاته في تجربة الغزل الحضري مع عمر بن ابي ربيعة؟
**موضوع في الشعر الوطني مع الإصلاح ” ابو القاسم الشابي” عاشقا
لوطنه و مشنعا لجرائم المستعمر سنة أولى ثانوي**
**الموضوع:**
**بدأ ابو القاسم الشابي في شعره الوطني عاشقا لوطنه و مشنعا لجرائم**
**المستعمر متوعدا إياه و مستنهضا ههم ابناء وطنه**
حلل هذا القول مستندا الى شواهد دقيقة من اشعار ابو القاسم الشابي
التحرير:
في نفوس ابناء شعبه ما يجعله متوهجا ابدا في القلوب و قد انبهر
الشعراء الوطنيون منهم لترجمة هذا التوهج شعرا و مشاعر و من بينهم
ابو القاسم الشابي بتونس لذلك اعتقد بعض النقاد انه بدا في شعره الوطني عاشقا لوطنه و مشنعا لجرائم المستعمر متوعدا اياه و مستنهضا ههم ابناء الشعب التونسي
فكيف عبر عن عشقه لوطنه؟
كيف “صور جرائم المستعمر” و استنهض ههم ابناء شعبه؟
يشكل الرابط العاطفي بين الشاعر و وطنه السمة الاول المميزة للشعر
الوطني فقد كانت القصيدة فضاءAfficher la suite فسيحا عبر من خلالها الشاعر عن مدى
حبه للوطن و مدى تعلقه به لدرجة ان القارئ قد يعتقد في اول الامر ان
القصيدة غزلية لغلبة “المعجم العاطفي” من ناحية و هيمنة اسلوب التغزل
بقوة في النص و قد لعب هذا التوجه دورا كبيرت في منح القصيدة
شحنتها العاطفية و و وسمها بصدق و حرارة و تتجلى الوظيفة التعبيرية
من خلال تعبير الشابي عن مدى حبه للوطن و تعلقه به تعلق عشيق
بعشيقته او حبيب بحبيبته .. فالعلاقة بين الشاعر و وطنه علاقة عشق و
حب تتجاوز حدود الاعتراف بالوجود فيه الى الوجود به يقول الشابي
أيا تونس الجميلة في لج الهوى *** قد سبحت اي سباحة
شرعتي حبك العميق و اني *** قد تذوقت مره و فرحه
و قد نفي الشابي بكاءه من اجل الحبيبة او المرأة او لطول الليل لبعدها و
فراقها و في المقابل يؤكد بكاءه من اجل وطنه و حال المصلحين من
ابناء وطنه و في هذا السياق يقول الشابي
لست ابكى لعسف ليل طويل *** او لربع قد عدا العفاء مراحه
فالبكاء هو سنة شعرية قديمة حولها الشاعر الشابي من سياقها الغزلي الى
سياقها الوطني ليبرر مدى حبه وعشقهه لوطنه ف الشابي من كثرة عشقه للوطن فإنه قد كشف وعرى و شنع كل جرائم المستعمر و صورها دون خوف ف هذه الصور؟
لم يكن الشاعر الوطني في شعره ذاتا سلبية تميل الى القول دون الفعل
ليكتفي به متغنيا رغم خطورته فقد كشف في قصائده للمستعمر صورة
دموية تعري وتكشف عن وجه عدواني يحمل ما في البشاعة و الفضاعة
ما يثير الاشمئزاز في النفوس الحرة فنهب هبة الحق لنصرة المظلوم على
الظالم و من ابشع الصور التي رسمها الشابي قوله واصفا
ألا ايها الظالم المستبد *** حبيب الظلام عدو الحياة
و قد كانت هذه الصور شاهدا على احوال المستعمرين في كل زمان و
مكان ، استخفافا بمشاعر شعوب ضعيفة و هدرا لدماء الابرياء و يقول في هذا السياق
سخرت بأنات شعب ضعيف *** و كفك مخصوبة من دماه
و لقد عاش الوطنيون نتيجة هذا الوضع تجربة السجن و النفي و يقول في
هذا الصدد ابو القاسم الشابي
كلما قام في البلاد خطيبا *** موقظا شعبه يريد صلاحه
البسو روحه قميص اظطهاد *** فاتك شائك يريد جماحه
و قد استعمل في شعره عديد الرموز كالكهف و الظلام و الليل فقد تلاعب
الشابي بالمعاجم اللغوية فجعل رمز النور الى الحرية و رمز الظلام الى
العبودية قائلا
فما بالك ترضى بذل القيود *** و تخشى لمن كبلوك الحياة
لقد كان الاستعمار في كل الاحوال كيانا استبداديا اجراميا يسوس بالبلاد
بالعسف و القهر و لا يسلم من أذاه أحد لا صغير و لا كبير لا ذكر و لا
انثى و حتى الحيوان و الجماظ تنال حظها من الدمار و الخراب و القتل و
قد توجع الشابي في معظم قصائده الى المستعمر متوعدا اياه بالويل و
الحسرة لما كسبت يمينه من جرائم و فضائع و حذره قائلا
حذار فتحت الرماد اللهيب *** و من يبذر الشوك يجن الجراح
و مثلما توجه الشابي الى المستعمر يتوعده فانه كذلك توجه في الوقت
نفسه الى ابناء شعبه مستنهضا هممهم فكيف فعل ذلك؟
لقد كان الشعراء الوطنيون و من بينهم (ابو القاسم الشابي) متصدرين الصفوف الاولى لبث روح المقاومة و التضحية في النفوس فأثر الشعراء ان يحرضوا على الثورة بالقلم و هم واعون تمام الوعي بخطورة ذلك فلطالما تغنى الشابي بضرورة التسلح بالارادة و العزيمة و التحلي بروح الفعل لا الانفعال اذ لا يستجيب القدر الا لمن تحلى بحب الكرامة و العزة و شهامة النفس لا ذلك المتخاذل المتكاسل عن نصرة بلاده و يقول ابو القاسم الشابي :
ألا انهض و سر في سبيل الحياة ++ فمن نام لم تنتظره الحياة
و ينتقض الشابي الارادة السلبية التي ميزت ابناء وطنه زمن الاستعمار فقد كان معظمهم ينظر الى المستعمر بآعتباره قضاء و قدرا و قد ولد ذلك غياب الارادة و انتقاص الذات اليس هو القائل:
اذا الشعب يوما اراد الحياة *** فلا بد ان يستجيب القدر
و يقابل الشابي بين واقعين متناقضتين واقع موجود من خصائصه الظلم و الفساد و الجهل و واقع منشود سمته الضياء و النور و الامل و ينفر الشابي بين الواقع الموجود مبرزا سلبياته و يرغب في الواقع المنشود مبرزا ايجابياته و يستنهض الشابي همم ابناء وطنه مبشرا بغد افضل و عالم منشود مستلهما بعض الخصائص من الطبيعة في مواجهة المستعمر و يرغب الشابي في حياة الحرية لانها في نظره سمو الحياة و فقدانها بمثابة الموت
و قد ابرز الشابي في قصائده اهمية الحرية باعتبارها حقا طبيعيا يتمتع به
كل الكائنات و خاصة منها الانسان و يقول ابو القاسم الشابي في هذا الشأن
خلقت طليقا كطيف النسيم *** و حرا كنور الضحى في سماه
و يؤكد على ارادة الحياة و هي كذلك مبدا مهم يبرز سعي البشرية جمعاء
الى الطوق الى الحرية و رفض الظلم فالتعلق بالحياة هو الاساس الذي يضمن لكل انسان حقه في الحرية و العيش الكريم
في حياة حرة اليس هو القائل :
اذا الشعب يوما اراد الحياة *** فلا بد ان يستجيب القدر
و كذلك الطموح الى المعالي و هو بمثابة المحرك الذي يدفع الى الحرية ويجعلها تتوق باستمرار الى ماهو اسمى وافضل فينفتح شعر الشابي على
الانسانية جمعاء قائلا :
من لا يحب صعود الجبال *** يعش ابدا الدهر بين الحفر
هكذا كانت “قصائد الشاعر الوطني” ابو القاسم الشابي فهي متنوعة نجد فيها مدى تعلقه و حبه للوطن و الصور البشعة للمستعمر و في نفس الوقت نجده يستنهض همم ابناء شعبه المضطهد من طرف المستعمر فماهي الظواهر الفنية التي جعلت من الشعر الوطني ابداعا و امتاعا و ابلاغا و اقناعا؟
ان الشعر الوطني ذو وظائف متعددة تترابط كالظفيرة متعددة الاظلاع و
هو التعبير و التحريض و التصوير لمجمل الاحداث التي تتوزع من
خلالها معاجم شتى غزلية و دينية و قيم انسانية كونية نسجها الشاعر على
نحو من الابداع الفني و الايقاع الموسيقي الذي يطرب المتقبل لهذا النوع من الشعر
**ليست الحكاية المثلية في كليلة ودمنة طريفة بفنها القصصي فحسب وإنما بتنوع وظائفها
توسع في هذا القول من خلال شواهد دقيقة من كليلة ودمنة**
**التمهيد:
**تشكل الحكاية المثلية في كتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع ظاهرة إبداعية في النثر العربي القديم خلال القرن الثاني للهجرة وهي ذات أصول سردية موصولة بالخرافة والأسطورة والحكاية العجيبة
**تنزيل الموضوع:
**أن قيمة هذا الإبداع لا تكمن في طرافة الفن القصصي فحسب وإنما في تنوع وظائف الحكاية
**الإشكالية:
**هناك أوجه طرافة القص في كليلة ودمنة مظاهر تنوع وظائف الحكاية فيها
**الجوهر:
**يستدعي هذا الموضوع من خلال صياغته القائمة على ثنائية النفي والإثبات علاقة التكامل بين الشكل الفني الطريف والمضمون الدلالي المتنوع للقص، ولو شرعنا في استخلاص مظاهر طرافة الفن القصصي فإننا نستقصي مظاهر منه متعددة
**جوهر الجوهر:
**إن القص لاAfficher la suite يستقيم كما هو معلوم بداهة إلا بأساليب وأركان هي مقومات أساسية تقوم عليها كل حكاية في كليلة ودمنة و عالم كليلة ودمنة يفتتح بعبارة سردية ذات محمول حكائي بها يبدا القص فهي سنة سردية راسخة تحقق وظيفة تواصلية تفتح الخطاب على نوع طريف و وعجيب من انواع الخرافة التي لا يعرف لها قائل و لا يتحمل تبعاتها سارد، وهي قاعدة كلامية تبرر الوهم على عكس الواقع والحقيقة كما يستند القص إلى أسلوب الحوار الذي يدور يمسرح الأحداث في ساحة الخيال العجيب والغريب بين كائنات حيوانية ، فالحوار في أغلبه ثنائي بين الملك والفيلسوف حينا والأسد والحيوان حينا آخر ، يقول الفيلسوف دبشليم ..اضرب لي مثل فيجيب الفيلسوف بيدبا زعموا أن .. وبدلك تتولد الأحداث ويتطور الحديث من حين الى آخر
أماالسرد فهو خطي تتابعي عادة يتدرج وفق برنامج اتصالي أو انفصالي من بداية معلومة يقترحها الملك إلى نهاية مرسومة من إنتاج الفيلسوف .. إنما ضربت لكهذا المثل لتعلم .. والقصص يحكمها مبدأ التناظر حينا “باب الأسد والثور” “الحمامة المطوقة” أو مبدأ التقابل أحيانا “باب الاسد والثور / الأسد وابن آوى الناسك من حيث الوصف ، فهو يعني مشاعر الشخصيات وكياناتهم المتغيرة ، وهو يدخل كالكئيب الحزين، وكأنه تأطير للاحداث والفضاء السردي للزمان والمكان وللشخصيات .. صورة صياد على باب حمامة محاصرة ولو نظرنا في أركان القص فإنها تدور على فضاء موهوم زمانا ومكانا فالمكان مطلق والزمان كذلك، وفي ذلك تجريد للحكاية وحماية لها من أعدائها، أما الشخصيات فهي من عالم الحيوان (الأسد / ابن آوى / كليلة / دمنة / الحمامة/الغراب .) أو عالم الإنسان (الملك -الفيلسوف – الصياد..) وبين هؤلاء وأولئك علاقة الرمز بمرموزه، فكل حيوان له ما يطبقه في عالم الإنسان وأما الأحداث فهي ذات بنية تقوم على التضمين تدرجا من القصة الأصلية إلى القصة الفرعية ،وعلى التتابع ربطا بين قصص لا يربطها ببعضها منطق غير اشتراكها في أبواب الكتاب.وعلى التداول مراوحة بين قصتين في وقت واحد. إن هذه الخصائص الفنية تجعل من الحكاية المثلية أثرا فنيا طريفا في الأدب العربي إذ أسس لعالم عجيب بقدر ما فيه من الهزل والإمتاع
التخلص: هي وظائف الحكاية المثلية المتنوعة؟ لما كان المثل حجة يستدل بها المتكلم على حكمة ويخلص بها إلى عبرة ;وحكمة,فقد نهض بعديد الوظائف التزاما برسالة الأدب هي رسالة عطف للقلوب على قيم أصيلة في مواجهة واقع مترد على مستويات عديدة ومختلفةولعل الوظيفة الأولى التي تتصدر مقاصد التأليف هي الوظيفة التعليمية، هي رسالة مميزة للمجتمع = عبر وحكم يستفيد منها الناس جميعا قيما تربوية وفوائد سياسية واجتماعية ، فقد جعل الفيلسوف من التعليم مقصدا أصيلا لحكايته إذ يختمها بقوله مثلا “وإنماضربت لك هذا المثل لتعلم أن صاحب الشر لايسلم من شره أحد فالمثل يعلم الأخلاق والأدب وأصول التعامل الاجتماعي بين مختلف الأجناس والفئات
أما الوظيفة الثانية فهي نقدية بالأساس ، نقد لمظاهر انحراف الواقع
السياسيوالقضائي والاجتماعي بغاية التوجيه والإصلاح : استحال الحكم استبداديا تتقاطع فيه السلطات الثلاث دون استقلالية حقيقية وهيمنت الحاشية الفاسدة التي تؤثر مصلحتها على حساب المجموعة شأن دمنة في باب الأسد والثور, فنقد ابن المقفع القيم المذمومة كالحسد والنميمة والدسائس والكذب والخداع وفساد القضاء
كما دعا في المقابل إلى الصدق والصداقة والتعاون والاتحاد كما في باب الحمامة المطوقة بالإضافة إلى ذلك ، فإن الوظيفة الأدبية هي تحقيق الجماليات والإبداع من خلال الاستعارة والإيجاز والبلاغة .
كما أن الوظيفةا لعقلية تبدو بارزة من خلال الدعوة إلى استعمال العقل في الخير .. لا في الشر
إن العقل في الحكاية المثلية عقل عملي لا لمجرد المعرفة ومن تجليات النزعة العقلية في الحكاية المثلية ما ينص عليه ابن المقفع على ضرورة التخلي عن مقتضيات الغضب والاندفاع أو الاحتكام إلى ضرورات الغريزة كما وقع للحمامة المطوقة حين وقعت في الشرك نتيجة اندفاعها نحو الحبّ أو شان الأسد والثور اذا انقاد كلاهما إلى غريزة الخوف والنفس المندفعة الغير عاقلة دون النفس العاقلة
إن تنوع هذه الوظائف هي سبيل لإثراء “كتاب كليلة ودمنة” لتحقيق رسالة أدبية هادفة تنفع الناس فالأدب ليس ترفا فكريا بل هو علم وعمل ومتعة وإفادة في نفس الوقت
**الخاتمة:
**خلاصة الأفكار:
إن كتاب كليلة ودمنة أدب حكائي عجيب وغريب في اتواره يقوم على ظاهرة فنية قصصية مفيه متعة وابذاع وبديع ذو باطن نقدي جاد ومتنوع الوظائف، فالكتاب يمثل إبداعا وإبلاغا وإقناعا فهو فن وفكر وأدب وعقل
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم 93725135 َValider votre compte