Aucun texte alternatif disponible.

Confirmer?


...
2024-04-16 , 19:55
الاخلاق بين الخير والسعادة

- في معنى الاخلاق

اذا كان تدبير شؤون الدولة قد ارتبط بالمبحث السياسي فان تدبير قوانين السلوك الخير والفاضل والسعيد سيرتبط بالمبحث الاخلاقي وعلى هذا يمكن التساؤل ما عسى ان تكون الاخلاق ؟ وهل تتحدد اخلاقية الفعل في ارتباط بالخير والواجب ام في ارتباط بالسعادة ؟

يعرف لالاند الاخلاق بانها " مجموعة الاوامر السائدة في عصر ما او مجتمع ما من اجل الاقتداء بها " بوصفها معايير محددة لاخلاقية الفعل اماارسطو فيعتبر ان الاخلاق مرتبطة بالفعل الذي يقصد من ورائه خير ما وتطلق الاخلاق عامة على مجموعة الافعال التي توصف بانها خيرة وحسنة وفاضلة وتتميز الاخلاق بكونها مجالا معياريا قوامه الامر والالزام الذي نميز انطلاقا منه الخير عن الشر والفضيلة عن الرذيلة والسعادة عن الشقاء فناتي الحسن ونترك القبيح

1- في تعدد اسس اخلاق الخير والواجب

أAfficher la suite - في معنى الخير : يحدد الخير على انه الفعل الحسن الذي نحقق من خلاله كمالنا وهو ما يقابل الشر بماهو فساد ونقصان فالخير هو ما يجب فعله وما يؤدي تركه الى الفساد الاخلاقي والرذيلة والشقاء وهو عند افلاطون منتهى الغايات والمعيار الذي نحكم به على قيمة افعالنا فيما اذا كانت اخلاقية او غير اخلاقية

ب - الاساس العقلاني لاخلاق الخير مع افلاطون

اعترض افلاطون على كافة التصورات الاخلاقية التي حاولت الجمع بين الخير والملذات الحسية العابرة معتبرا ان التشريع لاخلاق من هذا القبيل من شانه ان يفقدنا المعيار الموحد لاخلاقية افعالنا وخيريتها كما قد يكرس قيما نسبية يتعذر وفقها التمييز بين الخير والشر ، بين الفضيلة والرذيلة لذك كان من الضروري تجاوز مثل هذه التقديرات والتاسيس لمعيار كوني عام يوجهنا نحو انسانيتنا ويرتقي بافعالنا الى مستوى الخير الاسمى ولا يكون ذلك ممكنا الا بالتامل العقلاني والعلم وهو ما يعني ان الخير الاسمى وفق التقدير الافلاطوني هو اساس الحياة الاخلاقية وغايتها ويعتبر هذا الاخير ان الاثار الدالة على الخير هي الافعال الفاضلة التي لا يمكن ان ناتيها الا بالعلم على اعتبار " ان الفضيلة هي العلم بالخير والعمل به " وتبعا لذلك نستخلص ان اخلاق الخير لا تتحقق الا بالتامل العقلاني الذي نحقق بفضله الفضيلة والسعادة ونتجنب الرذيلة والشقاء

ج - الاساس العقلاني لاخلاق الواجب والخير مع كانط

اذا كان افلاطون وسائر الفلسفات الاخلاقية الاخرى
على اختلاف مذاهبهم قد اعتبرو ان الحياة السعيدة مرتبطة بآداء الفعل الخير فان فلسفة كانط الاخلاقية ترفض الجمع بين السعادة والواجب الخلقي ويمكننا التساؤل تبعا لذلك عن معنى الواجب الاخلاقي وشروط امكانه ومبررات الفصل بين اخلاق الواجب واخلاق السعادة
* في معنى الواجب الاخلاقي عند كانط :

يفيد الواجب في مجال الاخلاق كل الزام يعبر عن اداء الفعل او السلوك المتطابق مع مبدا او قاعدة توجب الطاعة اما في فلسفة كانط فيعبر الواجب عن " اداء الفعل احتراما للقانون " الصادر عن ارادة كائن عاقل وحر وهو ما يفيد ان الواجب اختيار اخلاقي يدخل في صميم ممارسة الانسان لحريته وهو الزام / امر مطلق وكلي و لامشروط ومنزه عن كل الغايات النفعية او الذاتية الضيقة . وعلى هذا فان الانسان الذي ينجز فعلا من اختياره سيكون مصمما على ان يؤديه بحرية ويلتزم به بقطع النظر عن النتائج والغايات وهو ما يفيد " ان الالزام ينطوي على المسؤولية الاخلاقية " المنزهة عن الاعتبارات الذاتية او الشرطية وهذا ما دعا كانط الى ضرورة التمييز بين اخلاق الواجب المرتبطة بالاوامر القطعية واخلاق السعادة المرتبطة بالاوامر الشرطية
* الامر القطعي والامر الشرطي

- يعتبر كانط ان الامر القطعي الزام طوعي صادر عن الذات العاقلة الحرة وهو ما يعني ان امتثالنا لتلك الاوامر لا تتعارض مع مطلب الحرية او الاخلاق بقدر ما تحققهما اما الاوامر الشرطية فعادة ما ترتبط بقواعد وقوانين قسرية وخارجية(اجتماعية او دينية ) تقيد الارادة وتتعارض وخيرية الفعل واخلاقيته

= ان مجال الاخلاق الفعلية هو مجال الحرية

- ان الاوامر القطعية اوامر شكلية ومطلقة وكونية لا علاقة لها بشيئ اخر سوى ذاتها اي الخير المنزه عن الغايات اما الاوامر الشرطية فتشترط الوسائل لبلوغ غايات مادية وعرضية من قبيل السعادة او المنفعة او اللذة وهو ما يفسد اخلاقية الفعل وكمثال على ذلك يعتبر كانط ان انقاذنا لغريق ما اذا ما ارتبط بغاية ذاتية كالمنفعة او القرابة او بشروط متقلبة عابرة حاد عن الاخلاقية لان انقاذنا للغريق لايكون فعلا اخلاقيا الا اذا صدر عن الارادة والعقل بوصفه واجبا انسانيا وهو ما جعل كانط يحدد الواجب الاخلاقي في الامر التالي :

" افعل على نحو تعامل معه الانسانية في شخصك كما في شخص غيرك كغاية لا كمجرد وسيلة "

- ان الاوامر القطعية كلية وعقلية صالحة لكل البشر اما الاوامر الشرطية فمتغيرة متقلبة بتقلب الغرائز و الاعتبارات الذاتية ، تعبر الاولى عن نداء العقل والواجب في حين تعبر الثانية عن نداء الغريزة وعلى ذلك اعتبر كانط " ان اقرب طريق الى السعادة هو الغريزة لا العقل "
* أيهما يحدد اخلاقية الفعل : العقل ام الغريزة ، الواجب ام السعادة ، المبادئ ام النتائج

يعتبر كانط ان الواجب هو المبدا العقلي الذي يجب ان نؤسس عليه الاخلاق الحقيقية ويرمي هذا الاخير الى تخليص اخلاق الواجب من المذاهب الغائية والاعتبارات الذاتية المتقلبة كالمنفعة او اللذة او السعادة معتبرا ان الفعل الاخلاقي الخير لا تحدده الاثار والنتائج بقدر ما تحدده المبادئ ( العقل والارادة الحرة والخيرة ) وبين كانط في اطار نقده لاخلاق السعادة ان المذاهب الاخلاقية الغائية قد اهملت عنصر الواجب كتكليف والتزام مسؤول واعتبرت الاخلاق مجرد بحث عن النتائج السارة او الخيرات الذاتية النافعة فآل الامر الى انتاج نظريات تبدو في ظاهرها اخلاقية لكنها في الجوهر تفسد اخلاقية الفعل وخيريته

لا يمكنك تحميل الصور و الملفات يجب عليك فتح حساب في الموقع.

الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراك الطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte