مقترح إصلاح مناظرة النموذجي 2008 إنتاج كتابي مع التوجيهات و الملاحظات:
بدأنا سلسلة إصلاح مواضيع النموذجي بهذا المقترح لتيسُّر إنجازه من قبل أطفالنا في هذا الوقت من السنة الدراسية. و نقول منذ البداية أن لا معنى للإطّلاع على الإصلاح قبل الإنجاز و المحاولة.
يتركب هذا الموضوع من طبقات:
إطار زماني
شخصيات
عقد
كسر للعقد
مكان1: ساحة الحي ، البطحاء ، الملعب
مشاعر الفرح و الغبطة
احداث اللعب
تدخل الأم
مشاعر : انفعال الأم غضبها، انكسار الطفل ، حزنه شعور بالظلم ..
مكان2: البيت
حوار : أربعة أقوال تقريبا : تقريع، احتجاج، لوم ، اعتذار
وضع الختام: ما آل إليه الأمر في النهاية
------------‐-----------------------------------------
وضع البداية يتكون من العناصر الأربع الأولى وAfficher la suite يقوم على وضوح الفكرة و صراحتها و يا حبذا الطرافة البعيدة عن التقرير.
الزمان هنا يمكن أن يكون عطلة أو مساء بعد العودة إلى المدرسة، أو في فترة الامتحانات ، أو هو قرار أخذته الأم لمصلحة طفلها ، و يمكن التمرد بالتفكير خارج الصندوق فنقول أن الولد كان يتعافى من إصابة مثلا و هذا سيعطي للموضوع بعدا آخر لو أحسن التلميذ التحكم في هذه الجزئية حتى لا تطغى و تفسد عليه كل العمل.
- في صياغة المقدمة: سطران أقصى تقدير
يمكن أن نقول: كنت حبيس غرفتي كالعادة ذات مساء، أسمع هتافات الأطفال يمرحون و أنا خاضع لشرط أمّي أن لا لعب في الشارع...
و يمكن أن نقول: هل يمكن لطفل في عمري أن يدفن رغبته في اللعب بحرّية خارج أسوار المنزل ؟ هل يمكنه كبت عبث الطفولة الذي يغذّي وجدانه و يسمع لشرط أمه بالسكون إلى هدوء المنزل و صرامة قوانينه؟ احتملت و احتملت حتى ...
--الأسلوب الإنشائي أشد جاذبية من الأسلوب الخبري و أقرب للقارئ و أقدر على شد اهتمامه.
في صياغة الوسط: تقريبا 12 سطرا
تحديد المكان، ثم سنعطي مجالا لوصف فرح الطفل بانفكاك قيوده و انطلاقه المجنون للاستمتاع بهواء الحرية و قفزه و لعبه ، وصف ملامحه عينيه ضحكاته تنطّطه ، إعطاء الوصف حقه للتلويح بمأساوية تدخل الأم لاحقا.
حضور الأم : وصف ملامحها، صوتها..
قبل التقدم يجب التنبيه على تفاصيل حسّاسة:
هذا الموضوع يحتوي جزئيات تربوية و أخلاقيّة و اجتماعيّة مدنيّة، لم يدرس التلميذ عبثا حقوقه و واجباته في مادة التربية المدنية و لا كان مجانيا التأكيد على واجبات الأبناء تجاه أبائهم في مادة الأخلاق طوال سنوات الدراسة و ما حفظوه من أحاديث و قرآن.
لا مجال هنا الى تصوير الأمّ بشكل مرعب و لا المبالغة في رسم غضب انتقامي! هذا خطأ .
الأم و إن غضبت فإنه تحرّكها عاطفة الأمومة و الحنان .
لا يمكن أن نُخطّئ الأم في مسألة تربوية أخلاقية من قبيل النهي عن رفقة السوء أو تنظيم وقت الدراسة و اللعب أو المنع من تناول الحلويات... فالأم إذا اتخذت هذه القرارات غالبا ما توازنها بتعويضات مقبولة و تبريرات لا شك فيها فلا مجال للتراجع في ما قررته.
قد يمكن مناقشة قرارات الأم أو الأب في حال مثلا رفضهم سفر ابنهم للعمل في الخارج أو منعه من اختيار عمل معين عوض عمل اخر أو اعتراضهم على هواية ما ... هذه مواضيع قابلة للنقاش، ولا يمكن أبدا إهمال الدافع العاطفي للوالدين في مثل هذه القرارات. فلا سبيل إلى التحدي السافر و الجدل و التعابير السوقية العامية.
فيمكن أن نقول : رفعت عينيّ منكسرا أتفحّص ملامحها المحبّبة و قد اكفهرّت و بدا الغضب واضحا في لمعان عينيها الحازمتين وانعقاد حاجبيها و صوتها المعاتب ينساب مقرّعا: "ما كنت أحسبك يوما تكسر اتفاقنا بعد كل ما قلناه !"
هذا ألطف و أبهى من قول " ألم أمنعك... لماذا لا تسمع كلامي..
دعونا نتفق ان لا مبرّر له في الخروج دون إذن، فهو مخطئ لا محالة. فدفاعه سيكون نابعا من رغبته الفطرية في اللعب الجماعيّ .
قلت بصوت حزين فيه شيء من الاحتجاج : " لقد مللت يا أمّي الحاسوب و التلفاز و القصص و المجلات و تاقت نفسي إلى اللعب الجماعي و مخالطة الأتراب... " ثم أجهشت بالبكاء
لانت ملامح أمّي وسرحت بناظرها قليلا ثمّ قالت و قد وضعت كفها الدافئ على خدّي تمسح دموعي:" ليتك أفضيت لي بمكنونات صدرك عوض الخروج دون إذن و تعريض نفسك لخطر اللعب في الشارع."
يبقى قول يعتذر فيه الطفل و قول تقدم فيه الأم حلا بديلا مثل المشاركة في نادي الشباب لأنه مكان لعب آمن مثلا ..
وضع الختام ، سطر و نصف. خلاصة ما حدث ووقعه في قلب الطفل، أو انخراطه في النادي و سعادته بذلك.
=========
- اسمحوا للأطفال بالإنجاز ثم ناقشوهم بالتوصيات و اطلبوا منهم التعديل، هكذا يتم بناء التعلمات.
- الموضوع اسفله ليس إلا مقترحات تقريبيا حاولت أن احافظ فيه على المستوى المتوسط في العموم. انظروا العبارات في التوجيهات.
مرحبا بتساؤلاتكم
المربية ريم زعفوري
نقاط في الإنتاج الكتابي و تنبيهات:
لمن سأل حول الإنتاج الكتابي المستويات الكبرى بالابتدائي.
انطلاقا من السنة الرابعة يصبح لدى التلميذ إدراك لعلاقة عنصري الزمان و المكان ببعث الأحداث و تحريكها و توجيهها. هذه العناصر قادرة على صبغ الموضوع تماما و قلب مسار القصة فيه او إعطائها جانبا جماليا استثنائيا. فكيف يتمّ ذلك؟
يتّفق الجميع على أن يدرج الأطفال الأطر الزمانية و المكانية منذ المقدمة مع الإفصاح عن الشخصية الرئيسيّة و مشروعها أو الباعث لانطلاق تحرير هذا الموضوع، مع العلم أنه قد لا نحتاج دوما إلى التنصيص عليها في المقدمة.
و هنا دعونا نأكّد أنه من الممنوع منعا باتّا تكرار عبارات المعطى و لو من باب الاستسهال و سرعة الكتابة. لأنّ ذلك دليل على ضيق أفق خيال التّلميذ و لامبالاته في إعمال فكره و هذا ضدّ المراد منAfficher la suite الإنتاج الكتابي. هذا الكلام موجّه خصّيصا لتلاميذ السنة السّادسة نموذجي و بقية التلاميذ عموما.
فإذا قال لك في المعطى : بمناسبة عيد ميلادك قرر أبوك أن ...
لا نعيد في المقدّمة القول بتغيير إسناد الفعل كأن نقول: بمناسبة عيد ميلادي قرر أبي ..⛔
بل من الأفضل اغتنام المجال لإبراز الطابع الشّاعري في كتاباتنا، فنقول:
كم جميل أن يرى الطفل في عيني أبويه فيض الحبّ و دفء الحنان و يستشعر في كلماتهم و أفعالهم صدق الحرص عليه، كذلك، لم يكن أبي يفوّت موعد عيد ميلادي ليفاجئني ب.....
بشكل أبسط، لو كان نص المعطى : ذهبتَ إلى السّوق فشدّ انتباهك...
لا نقول : ذهبتُ إلى السوق ..
بل يمكن قولها بشكل مختلف، مثلا:
كان موعد السّوق الأسبوعيّة بالنّسبة لي فرصة طريفة لمتابعة ... و كالعادة ها أنا اليوم في ساحته....
أو يمكن تخصيص الإطار المكاني أكثر مادام لم يُلزِمكَ بنوع معيّن في المعطى، فنجعله سوق سمك أو سوق تمور ، أو سوق مواشي أو الأسواق ليالي عيد الفطر أو سوق الذهب في موسم الصيف ( و انظر هنا علاقة الفصل بالمكان في خلق صورة استثنائية) أو سوق المدينة العتيقة ليالي رمضان أو قبل آذان المغرب( و انظروا مرة أخرى الوجه البديع لمزيج الزمان و المكان و المناسبة الدينية الاستثنائية) هذه الاختيارات البسيطة للزمان و المكان قد تغيب عن بديهيّ تفكير أطفالنا للأسف لكنّها صناديق هدايا تحمل كمّا هائلا من التّفاصيل السّرديّة و اللقطات الوصفية و المقاطع الحواريّة الفريدة التي تكسر رتابة التعابير و تخرجهم عن ضيق الأفكار المُجتَرّة.
ليس الجمال دوما فصل ربيع و عصافير و أزهار!
و لو كان المعطى: اختلفت مع صديقك حول مسألة ....
هذا النوع من المواضيع حرّ تماما من الأطر الزّمانية و المكانية، و هذا جانب إيجابي فلماذا لا نصنع له خلفيّة قصصيّة حلوة باختيار مثلا فصل و مكان اللقاء.. لماذا نجعل دوما اللقاء في مقهى أو في الحيّ أو نهمل المكان تماما.
ماذا لو قلنا مثلا:
المقدّمة:
كنت مستلقيا على الرّمال أستمتع بزرقة السّماء الصافية الا من غيمات قطنية خفيفة و نسيم البحر المنعش مع نفحات برودة لذيذة عشيّة أحد أيام الخريف . فإذا بصديقي.....
الوسط:
ينطلق النقاش و نزيّنه بتفاصيل الزّمان و المكان فنقول:
أطرق ببصره و أخذ ينكت الرّمال و يكدس ما طالت يداه من أصداف.و لم ينبس بكلمة
ابتعدت عنه خطوات ولم أنتبه الا و الأمواج الدافئة تداعب قدميّ تذكّرني بدفء الصّداقة بيننا...
لماذا في حوارنا مع الأب أو الأم تكاد تغيب تفاصيل الزمان و المكان و تأثيراتها، لم لا نقول أنه جلسنا تحت شجرة ياسمين أو نارنج أو ورد .. لماذا لا يكتب الطفل أنه التقط حفنة أزهار (و هذه عادتهم في الحقيقة) و يهديها لأمه أو أبيه عوض الغضب و البكاء و الصراخ.. لماذا لا يقولون أنّهم يسهرون ليلتهم في تزويق رسالة من أجل نيل رضاهم وشكرهم أو طلب العفو و تطييب الخاطر.
و دعونا لا ننسى أن نسبة مهمة من مواضيع المناظرات و الامتحانات يكون طرف الحوار فيها أحد الوالدين! لمثل هذا الحوار معجم و قواعد و آداب لنا لها عودة متى تيسّر.
\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_
أتوقف هنا حتى لا أطيل عليكم
هي فقط إشارات و إضاءات بمناسبة أن الثلاثي الأول عادة ما يهتمّ بالمقدمة و علاقة الإطار الزماني و المكاني بالأحداث في مواد القراءة و الإنتاج الكتابي بداية من الدرجة الثانية كذلك علاقة الإجمال و التفصيل و الأسباب و النتائج...
و للحديث بقيّة
المربّية ريم زعفوري