نقاط في الإنتاج الكتابي و تنبيهات:
لمن سأل حول الإنتاج الكتابي المستويات الكبرى بالابتدائي.
انطلاقا من السنة الرابعة يصبح لدى التلميذ إدراك لعلاقة عنصري الزمان و المكان ببعث الأحداث و تحريكها و توجيهها. هذه العناصر قادرة على صبغ الموضوع تماما و قلب مسار القصة فيه او إعطائها جانبا جماليا استثنائيا. فكيف يتمّ ذلك؟
يتّفق الجميع على أن يدرج الأطفال الأطر الزمانية و المكانية منذ المقدمة مع الإفصاح عن الشخصية الرئيسيّة و مشروعها أو الباعث لانطلاق تحرير هذا الموضوع، مع العلم أنه قد لا نحتاج دوما إلى التنصيص عليها في المقدمة.
و هنا دعونا نأكّد أنه من الممنوع منعا باتّا تكرار عبارات المعطى و لو من باب الاستسهال و سرعة الكتابة. لأنّ ذلك دليل على ضيق أفق خيال التّلميذ و لامبالاته في إعمال فكره و هذا ضدّ المراد من الإنتاج الكتابي. هذا الكلام موجّه خصّيصا لتلاميذ السنة السّادسة نموذجي و بقية التلاميذ عموما.
فإذا قال لك في المعطى : بمناسبة عيد ميلادك قرر أبوك أن ...
لا نعيد في المقدّمة القول بتغيير إسناد الفعل كأن نقول: بمناسبة عيد ميلادي قرر أبي ..⛔
بل من الأفضل اغتنام المجال لإبراز الطابع الشّاعري في كتاباتنا، فنقول:
كم جميل أن يرى الطفل في عيني أبويه فيض الحبّ و دفء الحنان و يستشعر في كلماتهم و أفعالهم صدق الحرص عليه، كذلك، لم يكن أبي يفوّت موعد عيد ميلادي ليفاجئني ب.....
بشكل أبسط، لو كان نص المعطى : ذهبتَ إلى السّوق فشدّ انتباهك...
لا نقول : ذهبتُ إلى السوق ..
بل يمكن قولها بشكل مختلف، مثلا:
كان موعد السّوق الأسبوعيّة بالنّسبة لي فرصة طريفة لمتابعة ... و كالعادة ها أنا اليوم في ساحته....
أو يمكن تخصيص الإطار المكاني أكثر مادام لم يُلزِمكَ بنوع معيّن في المعطى، فنجعله سوق سمك أو سوق تمور ، أو سوق مواشي أو الأسواق ليالي عيد الفطر أو سوق الذهب في موسم الصيف ( و انظر هنا علاقة الفصل بالمكان في خلق صورة استثنائية) أو سوق المدينة العتيقة ليالي رمضان أو قبل آذان المغرب( و انظروا مرة أخرى الوجه البديع لمزيج الزمان و المكان و المناسبة الدينية الاستثنائية) هذه الاختيارات البسيطة للزمان و المكان قد تغيب عن بديهيّ تفكير أطفالنا للأسف لكنّها صناديق هدايا تحمل كمّا هائلا من التّفاصيل السّرديّة و اللقطات الوصفية و المقاطع الحواريّة الفريدة التي تكسر رتابة التعابير و تخرجهم عن ضيق الأفكار المُجتَرّة.
ليس الجمال دوما فصل ربيع و عصافير و أزهار!
و لو كان المعطى: اختلفت مع صديقك حول مسألة ....
هذا النوع من المواضيع حرّ تماما من الأطر الزّمانية و المكانية، و هذا جانب إيجابي فلماذا لا نصنع له خلفيّة قصصيّة حلوة باختيار مثلا فصل و مكان اللقاء.. لماذا نجعل دوما اللقاء في مقهى أو في الحيّ أو نهمل المكان تماما.
ماذا لو قلنا مثلا:
المقدّمة:
كنت مستلقيا على الرّمال أستمتع بزرقة السّماء الصافية الا من غيمات قطنية خفيفة و نسيم البحر المنعش مع نفحات برودة لذيذة عشيّة أحد أيام الخريف . فإذا بصديقي.....
الوسط:
ينطلق النقاش و نزيّنه بتفاصيل الزّمان و المكان فنقول:
أطرق ببصره و أخذ ينكت الرّمال و يكدس ما طالت يداه من أصداف.و لم ينبس بكلمة
ابتعدت عنه خطوات ولم أنتبه الا و الأمواج الدافئة تداعب قدميّ تذكّرني بدفء الصّداقة بيننا...
لماذا في حوارنا مع الأب أو الأم تكاد تغيب تفاصيل الزمان و المكان و تأثيراتها، لم لا نقول أنه جلسنا تحت شجرة ياسمين أو نارنج أو ورد .. لماذا لا يكتب الطفل أنه التقط حفنة أزهار (و هذه عادتهم في الحقيقة) و يهديها لأمه أو أبيه عوض الغضب و البكاء و الصراخ.. لماذا لا يقولون أنّهم يسهرون ليلتهم في تزويق رسالة من أجل نيل رضاهم وشكرهم أو طلب العفو و تطييب الخاطر.
و دعونا لا ننسى أن نسبة مهمة من مواضيع المناظرات و الامتحانات يكون طرف الحوار فيها أحد الوالدين! لمثل هذا الحوار معجم و قواعد و آداب لنا لها عودة متى تيسّر.
\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_
أتوقف هنا حتى لا أطيل عليكم
هي فقط إشارات و إضاءات بمناسبة أن الثلاثي الأول عادة ما يهتمّ بالمقدمة و علاقة الإطار الزماني و المكاني بالأحداث في مواد القراءة و الإنتاج الكتابي بداية من الدرجة الثانية كذلك علاقة الإجمال و التفصيل و الأسباب و النتائج...
و للحديث بقيّة
المربّية ريم زعفوري
لا يمكنك تحميل الصور و الملفات يجب عليك فتح حساب في الموقع.
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte