تلخيص لمحور العمل:
مقدمة:إن العمل بوصفه ممارسة ممارسة إنسانية فهو جدير بالتناول الفلسفي بحثا عن دلالة الإنساني و هذا ما يشرع لنا التساؤل عن دلالة العمل و عن علاقته بالحياة الإنسانية في ظل المراهنة المفرطة على النجاعة و المردودية داخل المجتمعات المعاصرة بوصفها مجتمعات تمزقت بين ثنائية الإنتاج و الإستهلاك الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن منزلة العامل في إطار الصراع مع الزمن من ناحية ومع كمية المنتوج من ناحية أخرى و بين هذا وذاك يتمزق هو العامل
نظرا للتعارض القائم بين النجاعة و العدالة في مجال العمل أي بين الرغبة في تحقيق مردودية كبرى على مستوى إنتاجوي وصولا إلى أقصى درجات الفائدة و بين قوانين وجدت فإدعت أنها ضمان لحقوق الإنسان من تجاوزات قد يتعرض إليها إكراها.........
1)قيمة العمل و إنسانيته:يمثل العمل شرط من شروط تكون الذات و تحققها خاصة و أن الوعي بوصفه قيمة ساكنة و غير فاعلة دون العمل و الممارسة إذن فالعمل هو الذي يحول الإنسان من طور السكون إلى طور الفاعلية فمنذ البدء كان الإنسان صانع و ليس الإنسان العارف .
إن جوهر إنسانية الإنسان هو الصنع و العمل إ ذ يقول برغسون"فلربما لا نقول إنسانا عاقلا بل إنسانا صانعا"
بالعمل أصبح الإنسان إنسانا و بالعمل إختلف الإنسان على الحيوان لذلك إعتبر ماركس أن العمل خاصية إنسانية صرفة
العمل هوالممارسة التي تكسب الأشياء قيمة و دلالة إنسانية و في هذا السياق يقول ماكس أن العمل يبعث الأشياء بين الأموات و أكد أن التاريخ بدأ لما بدأ الإنسان يعمل.
2)اعمل و التحرر:بالرغم من أن مسيرة العمل في التاريخ هي مسيرة إستعباد و تحررو ذلك بفعل هيمنة أنظمة إنتاج ذات فكر إستعبادي فإن الإنسان إكتسب وعيا بضرورة الإنعتاق ولعل هذا ما دفع كوجيف في كتابه مدخل لقراءة هيغل للقول "إن التاريخ هو تاريخ العبد العامل"
يبقى العمل وحده المحرر للإنسان من جميع أشكال العبودية و الخضوع و الإذلال و هذا ما أكده سارتر في قوله"إن العنصر الذي يحرر المضطهد إنما هو العمل.
3)النجاعة و العمل:النجاعة هي المنفعة و المصلحة و في معناها الإقتصادي تعني الثمن و الأجر.
يجب تحقيق لمنفعة والربح وفي ظل غيابها يكون الإنسان مدعاة للحمقة و الشذوذ لحد عبارة جون بول ساي
في منتصف القرن السادس عشر ظهر ما يسمى بالمانفكتورة التي أصبح بمقتضاها العمل مقسما حيث لم يعد الإنسان ينجز كل شيئ بنفسة بل بمساعدة الآخرية لذلك يقول آدم سميث"أعطوني ما أنا بحاجة إليه [و سيكون لكم مني ما أنتم بحاجة إليه"
الحاجة إلى الآخر في العمل تبررها طبيعة الإنسان المدنية"بن خلدون"
التقسيم التقني للعمل يعود بالنفع على العامل و صاحب العمل لقول آدم سميث"الزيادة الكبيرة في منتجات مختلف الحرف و المهن الناتجة عن التقسيم التقني للعمل تؤدي في مجتمع سليم القيادة إلى حالة من الرفاهة العامة التي تسري إلى آخر طبقات الشعب.
لا يمكنك تحميل الصور و الملفات يجب عليك فتح حساب في الموقع.
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte