موضوع : قال أحد الدارسين >.
إلى أي مدى توافق هذا الرأي ؟
1) تفهم الموضوع :
ورد المعطى في صيغة تقريرية ، مشتملا على أربعة عناصر أساسية:
اثنين يتعلقان بمضمون شعر الحماسة :
- شعر الحماسة عند الشعراء الثلاثة تمجيد لأبطال الأمة .
- " " " " " تخليد لأيامها.
و اثنين يتعلقان بالعبارة الشعرية :
- جودة التصوير.
- قوة الإيقاع .
و جاء المطلوب في صيغة استفهامية متعلقا بمدى الموافقة على مضمون المعطى. فالموضوع إذًا جدلي يتكون فيه الجوهر من ثلاث مراحل : التحليل و النقاش و التأليف .
المقدمة :
اخترقت الحماسة جل الأغراض الشعرية العربية منذ العصر الجاهلي و أكثر ما كان ذلك في العصر العباسي الذي احتد فيه الصراع بين العرب المسلمين من ناحية ، و الروم البيزنطيين من ناحية أخرى . وكان أبو تمام و المتنبي و ابن هانئ من أبرز شعرائها ؛ و قد قال أحد الدارسين إنها جاءت في قصائدهم تمجيدا لأبطال الأمّة و تخليدا لأيامها بعبارة جيدة التصوير قوية الإيقاع. فإلى أي مدى نوافق صاحب هذا الرأي ؟
الجوهر:
التحليل:
أ- شعر الحماسة تمجيد لأبطال الأمة:
جاء ذلك في قصائد المدح و الرثاء المشتملة على مقاطع ذات نفس حماسي كمدائح أبي تمام في خلفاء بني العباس ( المعتصم و المأمون ... ) و قادة جيوشهم ( كالأفشين وأبي سعيد الثغري و محمد بن حميد الطوسي...) و مدائح المتنبي في سيف الدولة الحمداني ، و مدائح ابن هانئ في الخليفة الفاطمي المعز لدين الله . فالخلفاء جهزوا الجيوش ، و القادة خططوا للعمليات العسكرية و أنجزوها على الميدان ، فحققوا الانتصارات الباهرة . إنهم أبطال ملاحم تتجلى فيهم صفات الأبطال الذين ينجزون خوارق الأعمال ومنها رزانة العقل و حسن التدبير ، فلولا تدبير المعتصم لما فتحت عمورية وفي ذلك يقول أبو تمام :
تدبير معتصم بالله منتقم --- لله مرتغب في الله مرتقب
ويقول في مدح الأفشين ، قائد جيش المعتصم، الذي خدع بابك الخرمي حتي أخرجه من معاقله الحصينة في الجبال و اقتاده أسيرا إلى سُرّمَنْ رَأَى:
لبست له خدع الحروب زخارفا --- فرَّقْنَ بين الهضب و الأوعال.
ومن صفات الأبطال الثبات عند لقاء العدو والصمود أمامه حتى النصر كما فعل سيف الدولة الحمداني لما واجه جيش الروم الجرا ر في موقعة "الحدث" ، فمدحه المتنبي بقوله :
وقفت و ما في الموت شك لواقف --- كأنك في جفن الردى وهو نائم .
فرغم اشتداد القتال و انتشار الموت بقى الأمير صامدا في قلب المعركة حتى جاءه النصر.
والبطل الملحمي يتميز بالقوة و البطش و الشدة على العدو في ساحة الحرب و الفتك به. و صور أغلب الشعراء حسن بلاء الممدوح أو المرثي في القتال ، كقول أبي تمام في رثاء محمد الطوسي الذي قتل في معركة حامية ضد الخرمية :
فتى مات بين الضرب و الطعن ميتة --- تـقوم مـقـام النـصر إذ فـاتـه الـنـصــر
و ما مات حتى مات مضرب سيـفــه --- من الضرب و اعتلت عليه القنا السمر
فهو مقاتل عنيد جالد عدوه حتى الموت . و قال ابن هانئ يمدح المعز لدين الله الفاطمي بمناسبة انتصاره على الروم في معركة المجاز:
حسب الدمستق منك ضرب أهْرَتٌ --- هدِلٌ مشافرُه و طعن أنجل .
فالنصر كان رهين حسن البلاء و قوة الضرب .
و يسند لقب البطل عادة لمن يخوض المعارك في سبيل هدف سام ، و قيم نبيلة كنصرة الدين أو الدفاع عن الأرض و العرض و نحو ذلك ممَّا يُفْدَى بالنفوس . فأغلب أبطال الأمة كافحوا في سبيل عزة الإسلام و أمن المسلمين ؛ فلا تكاد تخلو قصيدة حماسية من ذكر ذلك. يقول ابن هانئ في مدح المعز الذي لم يأل جهدا في قتال الروم في البر و البحر دفاعا عن المسلمين :
نصر الإله على يديك عباده --- والله ينصر من يشاء و يخذل.
و يقول أبو تمام في مدح الأفشين قائد جيوش العباسيين بعد انتصاره على الخرمية في منطقة "البَذِّ"
فسيشكر الإسلام ما أوليته --- و الله عنه بالوفاء ضمين .
و خلاصة القول أن من مدحهم أبو تمام و المتنبي و ابن هانئ أو رثوهم هم حلقات من سلسلة أبطال الأمة الإسلامية في نزاعها الطويل مع أعدائها، و لا سيّما الروم البيزنطيين الذين قادوا حملات صليبية على الإسلام و المسلمين ، استعر أوارها في القرنين الثالث و الرابع للهجرة.
ب) شعر الحماسة تخليد لأيام الأمة:
وهؤلاء الأبطال لم يستحقوا التمجيد إلا لأنهم صنعوا أمجاد الأمة بحد السيف ، فجاء تمجيدهم مقرونا بذكر أيامها و وقائعها ، لأن الشعراء قد سجلوا في قصائد المدح و الرثاء أعظم الحروب و المعارك بأسلوب ملحمي رائع .
فمن الأيام التي خلدها أبو تمام "يوم عمورية" الذي قال فيه قصيدته الشهيرة:
السيف أصدق أنباء من الكتب --- في حده الحد بين الجد واللعب.
فأبرز قيمته و جلاله بأن ألحقه بالفتوح الإسلامية المجيدة فقال :
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به --- نظم من الشعر أو نثر من الخطب
فـتح تفـتّـح أبواب السمــاء له --- وتبرز الأرض في أثوابها القـشب
و خلد أيضا "يوم أرشق" الذي تم فيه القضاء على فتنة الخرّمية على يد الأفشين التركي بعد أن دامت عشرين سنة و أقضت مضاجع خلفاء بني العباس فقال أبو تمام :
يا يوم أرشق كنت رشق منية --- للخــرّمية صائـبَ الآجــال .
أما المتنبي فخلد منجزات سيف الدولة الحمداني العسكرية ، و ارتقى بها إلى مستوى الملاحم العظيمة ، و من أهمها وقعة "قلعة الحدث "التي انتصر فيها على الروم وهزمهم شر هزيمة و أعاد القلعة إلى المسلمين بعد أن احتلها الروم و عاثوا فيها فسادا. يقول المتنبي :
طريدة دهر ساقها فرددتها --- على الدين بالخطّيّ و الدهر راغم
يقول إن نصر الأمير على الروم هو نصر على الدهر القاهر للبشر وهذا يرفع منجزه الحربي إلى مستوى الخوارق التي طفحت بها الملاحم القديمة .
أما ابن هانئ فسجل في شعره معارك جيوش المعز لدين الله الفاطمي ضدّ الروم في البر و البحر و لا سيما "معركة المجاز" التي قررت مصير جزء هام من الحوض الغربي من المتوسط لمدة قرن كامل، وذلك لصالح الفاطميين. فقد دمرت حرّاقات المعز أسطول الروم و أغرقت كتائبهم فقال ابن هانئ :
فكـتـائـب أعجـلـتها لـم تـنجـفــــل --- و كتائب في اليم خاضت تجفل
و الموج من أنصار جيشك خلفها --- فالموج يغرقها و جيشك يـقـتل
و جملة القول أن قصائد شعر الحماسة قد سجلت أيام الأمة العربية الإسلامية ، فقامت مقام ملحمة روت كل قصيدة فصلا من فصولها . ولكن قيمة هذه القصائد لا تكمن في طابعها التسجيلي التوثيقي فحسب بل تكمن أيضا في جودة التصوير و قوة الإيقاع .
ج) جودة التصوير :
وتتمثل جودة التصوير في دقة الوصف الحماسي بتتبع كل ما يتعلق بموضوع الوصف من جزئيات ، كأنما يسعى الشاعر إلى تسجيل الواقع بأقصى ما يمكن من الدقة و المطابقة، ومثال ذلك وصف المتنبي لجيش الروم الذي زحف إلى قلعة الحدث لمحاربة سيف الدولة :
أتـوك يـجــرّون الـحــديــد كــأنهــــــم --- سـروا بـجــيــاد مــا لهـنّ قوائم
إذا برقوا لـم تـعـرف الـبـيـض مــنهـم --- ثــيــابأهــم من مثـلها و العمائـم
خميس بشرق الأرض و الغرب زحفه --- و في أذن الجوزاء مـنه زمـازم.,,
فقد جمع بين الصورة البصرية ( لمعان الدروع و السيوف – انتشار الجيش بعدده و عدته ) و الصورة السمعية (زمزمة الجيش التي تبلغ نجوم السماء ) و حاول أن يحيط بتفاصيل المشهد ليوحي إلى السامع بقوة جيش العدو الذي انتصر عليه سيف الدولة .
و من براعة التصوير أيضا تعمد الغلوّ و المبالغة في الوصف إلى حد الخروج عن الواقع ، كوصف ابن هانئ ما ألحقه جيش الفاطميين بأرض الروم من خراب إذ يقول :
كانت جنانا أرضهم معروشة --- فأصابها من جيشه إعصار
فقد هول الصورة بتشبيه فعل الجيش بفعل الإعصار. أو كتصوير أبي تمام لحريق عمورية بعد فتح جيش المعتصم لها :
ضوء من النار و الظلماء عاكفة --- و ظلمة من دخان في ضحى شحب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت --- عن لونها و كأن الشمس لــم تــغـب
فقد عمد الشاعر إلى تصوير الصراع بين النور و الظلام لتعظيم صورة الدمار في المدينة المفتوحة ن فهو دمار قد عطل فعل عناصر الطبيعة ، فالنار تغلب الظلام و الدخان يغلب نور الشمس، فالمشهد كارثي يوحي بقوة فعل الممدوح .
و كثيرا ما تظهر في اللوحات الحربية التي يرسمها شعراء الحماسة الألوان الحمراء القانية ، وهي ذات إيحاء بالعنف و القتل . و من ذلك هذه اللوحة المعبرة التي رسمها المتنبي لقلعة "الحدث" وقد تلطخت جدرانها بدماء الروم السائلة من جماجمهم وجثثهم المعلقة على الأسوار:
هل الحدث الحمراء تعرف لونها --- و تعرف أي الساقيين الغمائم
سقــتـها الغــمـام الغر قبل نزوله --- فلما دنا منها سقتها الجماجــم
و أحيانا يعدل الشاعر عن الصور الثابتة إلى المشاهد المتحركة ينقلها من واقع المعركة ؛ فهذا أبو تمام يصور مشهد أسرى الروم وهم يساقون جماعات كقطعان الأنعام ، و جراحهم تنزف و ثيابهم متساقطة لا تكاد تستر أجسادهم :
لمّا رأيتَهمُ تـســاق مــلـوكهــــــم --- حِـزَقًــا إلــيـك كأنهم أنعام
جرحى إلى جرحى كأن جلودهم --- يطلى بها الشيان و العلام ...
د) قوة الإيقاع :
لا ينحصر الإيقاع في الأوزان الخليلية المعروفة و إن كانت جزءا منه ، بل يتجاوزها إلى ما يمكن أن يضيفه الشاعر من مظاهر الترديد و التكرار لخلق نغمية في الخطاب وثيقة الصلة بالدلالة .
و يمكن تناول هذه الظاهرة في شعر الحماسة على مستويين : خارجي و داخلي ,
- مستوى الإيقاع الخارجي:
البحر و القافية . فأغلب البحور المستعملة في القصائد الحماسية هي البحور المتميزة بالامتداد و طول النفس ، و منها الطويل و المديد و الوافر و الكامل و البسيط .و هي غالبا ما تستعمل للنظم في الأغراض الجادة كالمدح و الرثاء و الفخر .
أما القافية فحروفها ستة، وما دخل منها أول القصيدة وجب التزامه في بقية الأبيات ولهذا السبب يكون تأثيرها في الإيقاع بارزا . و في قصائد الحماسة تشتمل القوافي على الأصوات القوية كالطاء و الظاء و الضاد و الباء و الصاد و الدال و الميم و الجيم...
فأبو تمام قد اختار لأشهر قصائده في الحماسة روي الباء لش\ته و جهره :
السيف أصدق أنباء من الكتب --- في حده الحد بين الجد و اللعب
و المتنبي اختار حرف الميم رويا لمدحيته الحماسية في سيف الدولة :
لهذا اليوم بعد غد أريج --- و نار في العدو لها أجيج
و اختار ابن هانئ حرف العين رويا لقصيدته التي وصف فيها جيش المعز :
رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع --- و قد راعني يوم من الحشر أروع .
و لا شك أن هذه الاختيارات في مستوى الإيقاع الخارجي تدعم الجو الحماسي في القصيدة .
- مستوى الإيقاع الداخلي :
ينشأ الإيقاع الداخلي من ترديد بعض الأصوات ، و إشاعة بعض الحروف ، و تكرار بعض الكلمات ، و توازي التراكيب ، و استخدام أنواع الجناس و الطباق...فهذا أبو تمام يصف قوة جيش أبي سعيد الثغري فيحشر في البيت عددا من الحروف ذات الجرس القوي كالصاد و الطاء و القاف و العين فيقول :
قـدت الجـيــاد كــأنـهـــن أجـادل --- بــقــرى درولـية لـها أوكار
حتى التوى من نقع قسطلها على --- حيطان قسطنطينة الإعصار
و هذا المتنبي يذكر بناء سيف الدولة لقلعة الحدث و الحرب قائمة على قدم و ساق فيكثر من المقاطع الممدودة (نا - ها – لى يا- لا ) لخلق إيقاع مناسب لمعنى المجاهدة و مغالبة الأعداء فيقول:
بناها فأعلى و القنا يقرع القنا --- و موج المنايا حولها متلاطم .
و أما الموازنة التركيبية فقد شاع استعمالها في المقاطع الحماسية لأنها تشيع في الخطاب نغمية تدل على التغني كقول المتنبي يصف خيول سيف الدولة القادرة على اجتياز كل التضاريس :
فهـن مع السيـدان في البر عـسل --- وهن مع النينان في البحر عوّم
و هن مع الغزلان في الواد كمّن --- و هن مع العقبان في النيق حوّم
فهو يتغنى بقوة هذه الخيول معيدا نفس التركيب و مدعما الإيقاع بترصيع البيتين .
2) التقويم:
و على كل فإن شعر الحماسة هو ملحمة العرب لأنه مجد أبطالهم و خلد أيامهم بعبارة فنية راقية صورة و إيقاعا ، و لكن هذا الانفتاح على التاريخ لم يجعل الشاعر مسجلا أمينا للأحداث ، فما يذكره ليس سوى أصداء باهتة للواقع التاريخي ، لأن الأحداث المسرودة في أعطاف القصائد ليست سوى مناسبة قادحة للقول الشعري سواء كان مدحا أو فخرا أو رثاء ,,,
و أحيانا يقلب الشاعر الحقائق التاريخية ، ويأتي بعكس ما ترويه كتب التاريخ فيحوّل الهزائم انتصارات كما فعل المتنبي حين حول هزيمة العرب أمام الروم في خرشنة إلى شبه انتصار لرفع معنويات الأمير و جنده فقال :
الدهر معتذر ، و السيف منتظر --- و أرضهم لك مصطاف و مرتبع....
و أحيانا لا يمجد شعراء الحماسة أبطال الأمة بقدر ما يمجدون ذواتهم كما فعل المتنبي في بعض قصائده الفخرية إذ يقول :
الخيل و الليل و البيداء تعرفني --- و السيف و الرمح و لقرطاس و القلم.
أو ينشرون مبادئ مذهبية ذات بعد سياسي كما فعل ابن هانئ في كثير من مدحياته للمعز لدين الله الفاطمي ومنها قوله بمناسبة انتصار الشيعة على القرامطة بفرقلس الشام :
وعلى مطاها فتية شيعية --- ما ان لها إلا الولاء شعار
حفّوا برايات المعز ومن به --- تستبشر الأملاك و الأمصار .
ولئن اجتهد شعراء الحماسة في تجويد التصوير و الاحتفاء بالإيقاع فإن الكثير من صورهم الحماسية جاءت مجترة مكررة ، استهلكها القدماء حتى فقدت طرافتها و ألقها ؛ كصورة الطير المرافق للجيش ، ظهرت في شعر النابغة الذبياني وتردد صداها في شعر أبي تمام ثم في شعر المتنبي الذي قال :
له عسكرا خيل و طير إذا رمى --- إذا رمى بها عسكرا لم يبق إلا جماجمه.
3) التأليف :
و قصارى القول أن شعر شعراء الحماسة الثلاثة قد جمع بين تمجيد الأبطال و تخليد الأمجاد لترسيخها في الذاكرة الجماعية للأمة عبر أجيالها المتعاقبة ، و بين ما يقتضيه ذلك من تفنن في القول صورة و إيقاعا ؛ إلا أنه خرج عن هذا النطاق أحيانا إلى نطاق التغني بالذات و تمجيدها أو إلى الدعاية السياسية المذهبية في عصراشتد فيه النزاع بين المذاهب . و رغم ما تميزت به العبارة الشعرية في شعر الحماسة من طرافة و جودة فنية فإنها سقطت أحيانا في التقليد .
الخاتمة:
ومنتهى القول في موضوع الشعر الحماسي عند أبي تمام و المتنبي وابن هانئ أنه جمع بين الفن و التاريخ فدل على وعي الشعراء الثلاثة بأحداث عصرهم ، وما اتسم به من صراع بين المسلمين و الصليبين و ما اخترقه من فتن سياسية و مذهبية . فهل دل شعرهم على مواقفهم الذاتية و الموقف الجمعي من واقع العصر أم كان مجرد وسيلة للتكسب في عصر كانت فيه سوق الشعر نافقة ؟
لا يمكنك تحميل الصور و الملفات يجب عليك فتح حساب في الموقع.
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte