-المقومات الفنية للأقصوصة
أ-السّرد(حكاية الأفعال)
تنهض الأقصوصة باعتبارها شكلا قصصيا سرديا على المقومات السردية التالية ـ
الحدث من مميزات الحدث في الأقصوصة ـ
الاختزال
يقوم سرد الأحداث على التكثيف و الاختزال اذ ينتقي السارد ما يتلاءم مع نسق الأحداث دون تفصيل
ـ يختزل السارد الاحداث الكثيرة التي تمتدّ على سنوات طويلة في حدث واحد أو في فقرة حدودة أو حتى في جملة واحدة زمن الخطاب =| زمن الاحداث = لا مجال في الأقصوصة لذكر الجزئيات و التفاصيل التي لا تخدم الحدث الرئيسي ...
مثال ـ و تواردت الأيام (أقصوصة نبّوت الخفير س 23) )
مثال ـ انقضي عام و بعض عام و صادق لا يكاد يصدّق ( أقصوصة صادق س 25 ) )
اذن باختصار الأحداث ينجح الراوي في التركيز على الحدث الرئيسي (=مأساة صادق) )
البنية الهرمية
ـ تنمو الأحداث في الأقصوصة وفقAfficher la suite نسق تصاعدي الىAfficher la suite أن تبلغ ذروة الأزمة التي تعيشها الشخصية ثم تتدرّج في النزول لتبلغ وضعا جديدا
مثال في أقصوصة نبّوت الخفيرر ـ ينجز الطفل المسيرة السردية التالية:
ـ انتصابه في السوق لبيع النبابيت السكرية -- نوم الصبي --- قدوم الشرطي --- ملاحقته للصبي --- نجاح الصبي في التّخلّص من عقوبة الشرطي
- تحدّي الصبي الظروف المحيطة به و أكله للحلوى متى أراد ذلك .
يركّز السارد على ابراز التحولات الهامة في مسيرة الشخصية =
النهاية المفاجأة
يصدمنا السارد في نهاية الأقصوصة بخاتمة غير منتظرة تدعو القارئ الى التّأمّل في أبعادها
ـ يوجّه السارد اهتمام القارئ الى فهم معيّن باعتماد خطّة سردية مركّزة
. اذن فالنهاية المفاجاة هي تركيز السارد لما حرص على إبلاغه
مثال 1
ـ في أقصوصة صادق ـ لم يكن إقدام صادق في نهاية الاقصوصة على الانتحار حدثا منتظرا خصوصا و أنه اعتبر أنّ الانتحار حماقة :"اذا عادت به الذاكرة الى تلك الليلة التي قرّ رأيه فيها على الانتحار ، ضحط في قلبه من حماقته" سطر 26
هذه النهاية المفاجاة موظفة للتركيز على فكرة اهمية العقل .
لحظة الازمة : تبلغ فيها الاحداث ذروة توترها = ينتج عن ذلك مساعي
البطل الى رد الفعل = يقوده فعله الى وضع آخر (وضع الختام ))
مثال : في نبوت الخفير أصبح الغلام قادرا على تحقيق رغبته في أكل الحلوى بعد مروره بلحظة الازمة المتمثلة في مطاردة الشّاويش "جاد الله" له .
-وحدة الموضوع /الانطباع / الاثر :
تركيز السارد على حدث واحد يُراد به إثارة اهتمام المتلقي و عدم الانشغال بغيرة .
مثال : في أقصوصة صادق ساهم الإسراع في نسق القصّ في التركيز على أهم الاحداث ( انتحار صادق / انتحار القيم الأصيلة )
مثال2 : في أقصوصة نبّوت الخفير كل الاحداث موظّفة لخدمة الحدث الرئيس (معاناة الصبي)
-الحبكة القصصيّة / اتّساق التصميم :
ترتيب الأحداث في الاقصوصة قد يتّفق مع ترتيبها في الواقع و قد يختلف عنه وفق نسق يحدّده السّارد :
مثال1 : في أقصوصة نبّوت الخفير : تدرج الاحداث وِفْق نسق زمني يطابق حدوثها في الواقع لكن السارد حرص بالتوازي على التدرج من المجمل (اعمال الباعة المتجولين ) الى المفصّل (اعمال الصبي) ليركز على الصبي باعتباره نموذجا مؤثرا .
مثال2 : لئن خضعت الاحداث في المروّض و الثور الى منطق التتابع الزمني فان السارد حرص على إثبات منطق ثانٍ يتمثل في التدرج من الواقعي الى الخيالي يتحول بموجبه الثور الى كائن عاقل .
= اختيار هذا النمط من التدرج من الواقعي الى الخيالي غايته التركيز على قيمة العقل لأن مقياس التميّز في نهاية الامر بين ماهو واقعي وماهو خيالي هو العقل .
ب/ المكان : يضطلع المطان بوظائف عديدة أهمّها :
-الايحاء بالموضوع الرئيسي :
مثال : في نبوت الخفير اختار السارد مكانا أساسيا هو "شارع السلسبيل" باعتباره الإطار الأنسب الذي يحتضن أعمال الشخصية الرئيسية و الذي يوحي بطبيعة الموضوع :
اختيار اسم السلسبيل له بعدان :
*السلسبيل : ماء عذب : هذا يوحي بأن الشارع مرشّح ليكون مصدر حياةٍ للباعة الجوّالين باعتباره يوفّر لهم الرّزق.
*السّلسبيل : مكان مطاردة الشرطة للباعة الجوّالين : يتحول المكان الى مصدر إعدام للباعة الجوالين.
= ينهض المكان على ثنائية الموت و الحياة و هو أمر يخدم بناء العقدة
– يحاول السارد باختياره هذا المكان أن يركّز اهتمام القارئ على الوعي بشدّة معاناة هذه الطبقة المهمّشة .
-الدفع بمسار الاحداث :
يساهم المكان في نمو الأحداث :
مثال : في أقصوصة "حكاية الباب"، المكان الرئيسي هو السجن وهو :
*يحيل إلى انعدام الحرية (الموت)
*يكشف رغبة الشخصية في الانعتاق (الحياة)
= المكان يوجّه الأحداث : يسعى السّجين باعتباره فاقدا للحرية الى طلب الانعتاق مما يجعله يبذل مجهودا كبيرا .
= المكان موظّف للتركيز على الفكرة الأساسية في الاقصوصة و هي ان الحرية لا تتحقق الاّ بثمن الشاهد: ( "فَشَرَع يدفع الباب بكل قوّته ..." )
-الكشف عن مواقع الشخصيات و العلاقة بينها :
مثال1:*في أقصوصة" الكراسي المقلوبة" تحتل الشخصيات مواقع مختلفة وفق ترتيب اختاره السارد :
الصبي الحاكم في أعلى درجة، وحاشيته تحتل المواقع المتبقية من المدرج الى أن تبلغ الأسفل، حيث يوجد بقية الأطفال .
=هذا الترتيب يكشف العلاقة القائمة بين الشخصيات وهي علاقة آمر بمأمور .
=تحديد مواقع الشخصيات يعبّر من خلاله الكاتب عن التفاوت الطبقي
مثال2: *في أقصوصة "الارض المستحيلة" جعلت الساردة الأم تخاطب ابنها من أعلى الشرفة =هذا الموقع المتعالي للام يوحي بانتمائها الطبقي. و يجعلها في موقف الآمر، مما ينعكس سلبا على علاقة الساردة بنادر.
-الايحاء بمواقف الشخصيات : في أقصوصة "الارض المستحيلة" جعلت الساردة الاحداث تدور في موقعين مختلفين:
ـ في البيت حيث توجد الام خارج البيت " حيث يلتقي الاطفال للعب"
-التّمويه : المكان في أقصوصة" المروّض و الثّور" يوحي بمعنى الصراع. لكن لن يكون في الاخير الاّ مكانا للمصالحة = التمويه في وصف المكان غايته توجيه ذهن القارئ الى الفكرة الاساسية (وهي أهمية العقل).
الحوار
أ –الكشف عن نفسيّة الشخصيات :
*الحوار بين الصبي و معلّمه يكشف خوفه اذا ورد كلام الصبي متقطّعا عندما استفسره معلّمه عن سبب غيابه " كنت ... كنت ... "
*في أقصوصة " صادق " بدا البطل من خلال الحوار الباطني يائسا من الحياة " ذات ليلة خاطب صادق نفسه فقال : فلماذا يجافيك الناس و يجافيك الحظ ؟ انّك صفر في حساب الناس " .
* في أقصوصة " الارض المستحيلة " يكشف الحوار حسرة الساردة من خلال رفضها الإجابة عن رغبة نادر في معرفة مدى رضاها عندما التقيا في الماتم : " الان يا نادر و في هذه اللحظات الحرجة و ابنتك تراقب و تنصت لحوارنا و الطفل يغاكي و زوجتك تنتظر الضيوف .."
ب –الكشف عن مشاريع الشخصية القصصية :
*في أقصوصة " الأرض المستحيلة "= عبّر نادر في أحد حواراته مع البطلة عن استعداده في الماضي للتضحية من أجل حبّها .
*في أقصوصة صادق= كشف الحوار الباطني عن عزم صادق على الانتحار " لم يبق أمامك يا صادق سوى الانتحار "
*في أقصوصة أمانة = يتوعّد مدير العمل بابلاغ الشرطة فيقول :" اخرس والله لابلّغنّ النيابة "
ت –الكشف عن طبيعة العلاقة بين الشخصيات :
يكشف الحوار بين الشخصيات أنماطا مختلفة من العلاقات :
-علاقة تنافر :
* في أقصوصة أمانة = من خلال حوارٍ بين المدير و العامل. يكشف السارد عن علاقة التنافر بينهما : "سامحني يا بك ... " ، " لن أسامحك أبدا ... "
*في أقصوصة نبّوت الخفير= تبرز علاقة التنافر من خلال حوار الصبي مع الشرطي أو المعلّم .
-علاقة ودّ و تواصل : في اقصوصة الارض المستحيلة= يقول نادر للبطّة انه يحبّها
-علاقة هيمنة / تذلّل : تظهر في الحوار بين الصبي العالي و بقية الصبية في اقصوصة الكراسي المقلوبة فقال له الممدوح : " أحسنت تقدّم بالكرسي درجتين ... "
د –الكشف عن مواقف الشخصيات :
*في اقصوصة المروّض و الثور= يكشف الحوار المنقول بين المروّض و شيخ المدينة عن استعداده للتّفريط في ثروته من اجل تجنّب الصّراع.
*في اقصوصة الارض المستحيلة= تكشف تدخّلات الشخصية الحوارية مواقفها و مواقعها : فالأم تعبّر عن اغترارها بانتمائها الطبقي و رفض الاختلاط بالفئات الادنى منها و نادر يعبّر من خلال تدخّلاته عن تذبذبه بين تمسّكه بحبّه و رضوخه لأوامر والدته. و الساردة تعبّر عن رفضها الزواج من نادر لان مواقفه مهزوزة .
هـ -المساهمة في نموّ الاحداث :
وعْد الملك للمجرم بامكانية اطلاق سراحه اذا تمكن من الفرار دفع بالشخصية الى التفكير في سبل الخلاص :" قال له السلطان : يا هذا إن استطعت أن تفرّ ... فاني أعفو عنك ... لمّا سمع المجرم الخطير ذلك الوعد ... نهض يسابق حرّاسه .
2 –القضايا المطروحة :
تطرح الأقصوصة عموما جملة من القضايا المتنوّعة:
-قضايا اجتماعية
-قضايا أخلاقية
-قضايا اقتصادية
-قضايا ذهنية
-قضايا سياسية
-قضايا اعلامية
-قضايا عاطفية
-قضايا وجوديّة
وسنكتفي هنا بالتوقّف عند نوعين من القضايا:
1-القضايا الاجتماعية :
أ –معاناة الباعة المتجوّلين : نجد اهتماما بقضية هذه الطبقة المهمّشة أساسا في أقصوصة "نبّوت الخفير" مثال قوله : " أفراد هذه الطبقة يبذلون مجهودا كبيرا لتحصيل بعض ما يسد رمقهم".
= جوهر المشكلة لهؤلاء الباعة المتجولين أنّ رغبتهم في الحياة تتعارض مع طبيعة التنظيم الاجتماعي و القانوني ، اذ يطرح محمود تيمور مشاغل هذه الطبقة فيدعونا الى الاهتمام بها .
ب –معاناة الأطفال : تتجلى هذه القضية من خلال أفصوصة نبّوت الخفير عند حديث الراوي عن شخصية الطفل الأحدب الذي يعاني من الحرمان المعنوي و المادي و يتعرّض الى العنف إضافة الى تشغيله في سن مبكّرة.
ج –الطّبقية : رفضت الام في في أقصوصة "الأرض المستحيلة" زواج ابنها بفتاة أقل منه منزلة اجتماعية.
القضايا الأخلاقية :- 2
أ –تفشّي قيم أخلاقيّة متدهورة : مثل الكذب و الوشاية و السرقة و النفاق و التّزلّف .
و قد أشارت شخصية صادق الى هذه الاخلاقيات في أقصوصة صادق ، و قد أثبت عبد الحميد جودة السّحار كذلك هذه المعاني في أقصوصة" أمانة".
ب – ممارسات غير أخلاقية في أماكن عمومية : عبر السارد في أقصوصة "في شاطئ حمّام الانف" عن استغرابه من بعض التصرّفات التي لفتت انتباهه : الشاهد: "و العجيب أنه ليس بحمام الأنف، بل هو حمام لبقية الجسم أيضا من أفخاذ و نهود و...و...و...
ج –انقلاب القيم : في أقصوصة "صادق" نجد أنّ المحامي "رمزالحق و العدالة" يظلم صادق. و يتجنّى عليه كذلك بالكذب و التّحيّل = المحامي بدل ان يعمل على نشر القيم الاصلية في المجتمع يكرّس القيم المتدهورة.
MS1
-المقومات الفنية للأقصوصة
أ-السّرد(حكاية الأفعال)
تنهض الأقصوصة باعتبارها شكلا قصصيا سرديا على المقومات السردية التالية ـ
الحدث من مميزات الحدث في الأقصوصة ـ
الاختزال
يقوم سرد الأحداث على التكثيف و الاختزال اذ ينتقي السارد ما يتلاءم مع نسق الأحداث دون تفصيل
ـ يختزل السارد الاحداث الكثيرة التي تمتدّ على سنوات طويلة في حدث واحد أو في فقرة حدودة أو حتى في جملة واحدة زمن الخطاب =| زمن الاحداث = لا مجال في الأقصوصة لذكر الجزئيات و التفاصيل التي لا تخدم الحدث الرئيسي ...
مثال ـ و تواردت الأيام (أقصوصة نبّوت الخفير س 23) )
مثال ـ انقضي عام و بعض عام و صادق لا يكاد يصدّق ( أقصوصة صادق س 25 ) )
اذن باختصار الأحداث ينجح الراوي في التركيز على الحدث الرئيسي (=مأساة صادق) )
البنية الهرمية
ـ تنمو الأحداث في الأقصوصة وفق نسق تصاعدي الى أن تبلغ ذروة الأزمة التي تعيشها الشخصية ثم تتدرّج في النزول لتبلغ وضعا جديدا
مثال في أقصوصة نبّوت الخفيرر ـ ينجز الطفل المسيرة السردية التالية:
ـ انتصابه في السوق لبيع النبابيت السكرية -- نوم الصبي --- قدوم الشرطي --- ملاحقته للصبي --- نجاح الصبي في التّخلّص من عقوبة الشرطي
- تحدّي الصبي الظروف المحيطة به و أكله للحلوى متى أراد ذلك .
يركّز السارد على ابراز التحولات الهامة في مسيرة الشخصية =
النهاية المفاجأة
يصدمنا السارد في نهاية الأقصوصة بخاتمة غير منتظرة تدعو القارئ الى التّأمّل في أبعادها
ـ يوجّه السارد اهتمام القارئ الى فهم معيّن باعتماد خطّة سردية مركّزة
. اذن فالنهاية المفاجاة هي تركيز السارد لما حرص على إبلاغه
مثال 1
ـ في أقصوصة صادق ـ لم يكن إقدام صادق في نهاية الاقصوصة على الانتحار حدثا منتظرا خصوصا و أنه اعتبر أنّ الانتحار حماقة :"اذا عادت به الذاكرة الى تلك الليلة التي قرّ رأيه فيها على الانتحار ، ضحط في قلبه من حماقته" سطر 26
هذه النهاية المفاجاة موظفة للتركيز على فكرة اهمية العقل .
لحظة الازمة : تبلغ فيها الاحداث ذروة توترها = ينتج عن ذلك مساعي
البطل الى رد الفعل = يقوده فعله الى وضع آخر (وضع الختام ))
مثال : في نبوت الخفير أصبح الغلام قادرا على تحقيق رغبته في أكل الحلوى بعد مروره بلحظة الازمة المتمثلة في مطاردة الشّاويش "جاد الله" له .
-وحدة الموضوع /الانطباع / الاثر :
تركيز السارد على حدث واحد يُراد به إثارة اهتمام المتلقي و عدم الانشغال بغيرة .
مثال : في أقصوصة صادق ساهم الإسراع في نسق القصّ في التركيز على أهم الاحداث ( انتحار صادق / انتحار القيم الأصيلة )
مثال2 : في أقصوصة نبّوت الخفير كل الاحداث موظّفة لخدمة الحدث الرئيس (معاناة الصبي)
-الحبكة القصصيّة / اتّساق التصميم :
ترتيب الأحداث في الاقصوصة قد يتّفق مع ترتيبها في الواقع و قد يختلف عنه وفق نسق يحدّده السّارد :
مثال1 : في أقصوصة نبّوت الخفير : تدرج الاحداث وِفْق نسق زمني يطابق حدوثها في الواقع لكن السارد حرص بالتوازي على التدرج من المجمل (اعمال الباعة المتجولين ) الى المفصّل (اعمال الصبي) ليركز على الصبي باعتباره نموذجا مؤثرا .
مثال2 : لئن خضعت الاحداث في المروّض و الثور الى منطق التتابع الزمني فان السارد حرص على إثبات منطق ثانٍ يتمثل في التدرج من الواقعي الى الخيالي يتحول بموجبه الثور الى كائن عاقل .
= اختيار هذا النمط من التدرج من الواقعي الى الخيالي غايته التركيز على قيمة العقل لأن مقياس التميّز في نهاية الامر بين ماهو واقعي وماهو خيالي هو العقل .
ب/ المكان : يضطلع المطان بوظائف عديدة أهمّها :
-الايحاء بالموضوع الرئيسي :
مثال : في نبوت الخفير اختار السارد مكانا أساسيا هو "شارع السلسبيل" باعتباره الإطار الأنسب الذي يحتضن أعمال الشخصية الرئيسية و الذي يوحي بطبيعة الموضوع :
اختيار اسم السلسبيل له بعدان :
*السلسبيل : ماء عذب : هذا يوحي بأن الشارع مرشّح ليكون مصدر حياةٍ للباعة الجوّالين باعتباره يوفّر لهم الرّزق.
*السّلسبيل : مكان مطاردة الشرطة للباعة الجوّالين : يتحول المكان الى مصدر إعدام للباعة الجوالين.
= ينهض المكان على ثنائية الموت و الحياة و هو أمر يخدم بناء العقدة
– يحاول السارد باختياره هذا المكان أن يركّز اهتمام القارئ على الوعي بشدّة معاناة هذه الطبقة المهمّشة .
-الدفع بمسار الاحداث :
يساهم المكان في نمو الأحداث :
مثال : في أقصوصة "حكاية الباب"، المكان الرئيسي هو السجن وهو :
*يحيل إلى انعدام الحرية (الموت)
*يكشف رغبة الشخصية في الانعتاق (الحياة)
= المكان يوجّه الأحداث : يسعى السّجين باعتباره فاقدا للحرية الى طلب الانعتاق مما يجعله يبذل مجهودا كبيرا .
= المكان موظّف للتركيز على الفكرة الأساسية في الاقصوصة و هي ان الحرية لا تتحقق الاّ بثمن الشاهد: ( "فَشَرَع يدفع الباب بكل قوّته ..." )
-الكشف عن مواقع الشخصيات و العلاقة بينها :
مثال1:*في أقصوصة" الكراسي المقلوبة" تحتل الشخصيات مواقع مختلفة وفق ترتيب اختاره السارد :
الصبي الحاكم في أعلى درجة، وحاشيته تحتل المواقع المتبقية من المدرج الى أن تبلغ الأسفل، حيث يوجد بقية الأطفال .
=هذا الترتيب يكشف العلاقة القائمة بين الشخصيات وهي علاقة آمر بمأمور .
=تحديد مواقع الشخصيات يعبّر من خلاله الكاتب عن التفاوت الطبقي
مثال2: *في أقصوصة "الارض المستحيلة" جعلت الساردة الأم تخاطب ابنها من أعلى الشرفة =هذا الموقع المتعالي للام يوحي بانتمائها الطبقي. و يجعلها في موقف الآمر، مما ينعكس سلبا على علاقة الساردة بنادر.
-الايحاء بمواقف الشخصيات : في أقصوصة "الارض المستحيلة" جعلت الساردة الاحداث تدور في موقعين مختلفين:
ـ في البيت حيث توجد الام خارج البيت " حيث يلتقي الاطفال للعب"
-التّمويه : المكان في أقصوصة" المروّض و الثّور" يوحي بمعنى الصراع. لكن لن يكون في الاخير الاّ مكانا للمصالحة = التمويه في وصف المكان غايته توجيه ذهن القارئ الى الفكرة الاساسية (وهي أهمية العقل).
الحوار
أ –الكشف عن نفسيّة الشخصيات :
*الحوار بين الصبي و معلّمه يكشف خوفه اذا ورد كلام الصبي متقطّعا عندما استفسره معلّمه عن سبب غيابه " كنت ... كنت ... "
*في أقصوصة " صادق " بدا البطل من خلال الحوار الباطني يائسا من الحياة " ذات ليلة خاطب صادق نفسه فقال : فلماذا يجافيك الناس و يجافيك الحظ ؟ انّك صفر في حساب الناس " .
* في أقصوصة " الارض المستحيلة " يكشف الحوار حسرة الساردة من خلال رفضها الإجابة عن رغبة نادر في معرفة مدى رضاها عندما التقيا في الماتم : " الان يا نادر و في هذه اللحظات الحرجة و ابنتك تراقب و تنصت لحوارنا و الطفل يغاكي و زوجتك تنتظر الضيوف .."
ب –الكشف عن مشاريع الشخصية القصصية :
*في أقصوصة " الأرض المستحيلة "= عبّر نادر في أحد حواراته مع البطلة عن استعداده في الماضي للتضحية من أجل حبّها .
*في أقصوصة صادق= كشف الحوار الباطني عن عزم صادق على الانتحار " لم يبق أمامك يا صادق سوى الانتحار "
*في أقصوصة أمانة = يتوعّد مدير العمل بابلاغ الشرطة فيقول :" اخرس والله لابلّغنّ النيابة "
ت –الكشف عن طبيعة العلاقة بين الشخصيات :
يكشف الحوار بين الشخصيات أنماطا مختلفة من العلاقات :
-علاقة تنافر :
* في أقصوصة أمانة = من خلال حوارٍ بين المدير و العامل. يكشف السارد عن علاقة التنافر بينهما : "سامحني يا بك ... " ، " لن أسامحك أبدا ... "
*في أقصوصة نبّوت الخفير= تبرز علاقة التنافر من خلال حوار الصبي مع الشرطي أو المعلّم .
-علاقة ودّ و تواصل : في اقصوصة الارض المستحيلة= يقول نادر للبطّة انه يحبّها
-علاقة هيمنة / تذلّل : تظهر في الحوار بين الصبي العالي و بقية الصبية في اقصوصة الكراسي المقلوبة فقال له الممدوح : " أحسنت تقدّم بالكرسي درجتين ... "
د –الكشف عن مواقف الشخصيات :
*في اقصوصة المروّض و الثور= يكشف الحوار المنقول بين المروّض و شيخ المدينة عن استعداده للتّفريط في ثروته من اجل تجنّب الصّراع.
*في اقصوصة الارض المستحيلة= تكشف تدخّلات الشخصية الحوارية مواقفها و مواقعها : فالأم تعبّر عن اغترارها بانتمائها الطبقي و رفض الاختلاط بالفئات الادنى منها و نادر يعبّر من خلال تدخّلاته عن تذبذبه بين تمسّكه بحبّه و رضوخه لأوامر والدته. و الساردة تعبّر عن رفضها الزواج من نادر لان مواقفه مهزوزة .
هـ -المساهمة في نموّ الاحداث :
وعْد الملك للمجرم بامكانية اطلاق سراحه اذا تمكن من الفرار دفع بالشخصية الى التفكير في سبل الخلاص :" قال له السلطان : يا هذا إن استطعت أن تفرّ ... فاني أعفو عنك ... لمّا سمع المجرم الخطير ذلك الوعد ... نهض يسابق حرّاسه .
2 –القضايا المطروحة :
تطرح الأقصوصة عموما جملة من القضايا المتنوّعة:
-قضايا اجتماعية
-قضايا أخلاقية
-قضايا اقتصادية
-قضايا ذهنية
-قضايا سياسية
-قضايا اعلامية
-قضايا عاطفية
-قضايا وجوديّة
وسنكتفي هنا بالتوقّف عند نوعين من القضايا:
1-القضايا الاجتماعية :
أ –معاناة الباعة المتجوّلين : نجد اهتماما بقضية هذه الطبقة المهمّشة أساسا في أقصوصة "نبّوت الخفير" مثال قوله : " أفراد هذه الطبقة يبذلون مجهودا كبيرا لتحصيل بعض ما يسد رمقهم".
= جوهر المشكلة لهؤلاء الباعة المتجولين أنّ رغبتهم في الحياة تتعارض مع طبيعة التنظيم الاجتماعي و القانوني ، اذ يطرح محمود تيمور مشاغل هذه الطبقة فيدعونا الى الاهتمام بها .
ب –معاناة الأطفال : تتجلى هذه القضية من خلال أفصوصة نبّوت الخفير عند حديث الراوي عن شخصية الطفل الأحدب الذي يعاني من الحرمان المعنوي و المادي و يتعرّض الى العنف إضافة الى تشغيله في سن مبكّرة.
ج –الطّبقية : رفضت الام في في أقصوصة "الأرض المستحيلة" زواج ابنها بفتاة أقل منه منزلة اجتماعية.
القضايا الأخلاقية :- 2
أ –تفشّي قيم أخلاقيّة متدهورة : مثل الكذب و الوشاية و السرقة و النفاق و التّزلّف .
و قد أشارت شخصية صادق الى هذه الاخلاقيات في أقصوصة صادق ، و قد أثبت عبد الحميد جودة السّحار كذلك هذه المعاني في أقصوصة" أمانة".
ب – ممارسات غير أخلاقية في أماكن عمومية : عبر السارد في أقصوصة "في شاطئ حمّام الانف" عن استغرابه من بعض التصرّفات التي لفتت انتباهه : الشاهد: "و العجيب أنه ليس بحمام الأنف، بل هو حمام لبقية الجسم أيضا من أفخاذ و نهود و...و...و...
ج –انقلاب القيم : في أقصوصة "صادق" نجد أنّ المحامي "رمزالحق و العدالة" يظلم صادق. و يتجنّى عليه كذلك بالكذب و التّحيّل = المحامي بدل ان يعمل على نشر القيم الاصلية في المجتمع يكرّس القيم المتدهورة.