نص الموضوع : لئن بدت مصادر القصّ والتّخییل مألوفة في قسم الرّحلة، فإنّ المعري، في رسالة الغفران، قد أعاد تشكیلھا لإنشاء نصّ قصصيّ ممتع ینقد واقع الإنسان والعصر.
حلّل ھذا القول وأبد رأیك فیه بالاعتماد على شواھد دقیقة مما درست.
تمشیات الإصلاح+ مجال الأعداد
التّقدیم(3 نقاط)
التّمھید: نورد مدخلا نقدیّا أو حضاریّا أو ثقافیّا وظیفیّا كأن نعتبر أنّ:
بعض النّصوص الأدبیّة تجاوزت میل الذّائقة الجمالیّة القدیمة إلى اعتبار الشعر المجال الأصیل للخیال،
والنّثر أقرب إلى التّعبیر عن الصّدق ونقل الواقع.
أو... إنّ التّفاعل بین الأدیب والواقع وطبیعة الصّلة الّتي تنشأ بین النّص الأدبي والمرجع الّذي یحیل علیه.
بسط الموضوع:
وندرج الموضوع نصّا أو نقتبس مراكز اھتمامھ الرّئیسیة... (تحویر جزئيّ في معجمھ أو تركیبھ).
مراكز الاھتمام:
- مصادر الخیال والقص المعتمدة في قسم الرحلة.
- إعادة تشكیل العناصر الفنیة لإنشاءAfficher la suite نص قصصي ممتع.
- توظیف ذلك التشكیل لنقد واقع الإنسان والعصر.
الجوھر: (10نقاط)
یتكوّن جوھر الموضوع من قسمین، قسم أول ھو تحلیل الأطروحة، وقسم ثان یتضمّن إبداء الرأي في القولة.
التّحلیل:
العنصر الأول: مصادر القصّ والتّخییل المعتمدة في رسالة الغفران
مصادر القصّ مألوفة كالمصادر الأدبیّة من أشعار شعراء وأخبارأدباء مثل قول ابن القارح متحدّثا إلى الأخطل: ( مازالت صفتك للخمر حتّى غادرتك أكلا للجمر )، واللّغویّة من شروح واستطرادات نحویّة وصرفیّة وعروضیّة، والمصادر الأسطوریّة والخرافیّة( خذ ثمرة من ھذا الثّمر فاكسرھا فإنّ ھذا الشّجر یعرف بشجر الحور)، والمصادر الدّینیة قرآنا وحدیثا، والمصادر التّاریخیة، وواقع الأدب ( أخبرني عن أشعار الجنّ، فقد جمع منھا المعروف بالمرزباني قطعة صالحة ) ....
تنوّع المصادر جعل من قسم الرّحلة مزیجا من نصوص شتىّ . ووراء النّص السردي التّخییلي الظّاھر تثوي نصوص أصول مولّدة لھا.
العنصر الثاني: إعادة تشكیل مصادر القصّ والتّخییل. التّجلیّات والوظائف:
التّجلیّات:
الأطر: ضبط الإطار مكانا وزمانا لفضاء الغیب ( في أقصى الجنّة، الجحیم، النّعیم، بعد برھة، طال بي المقام....)
التّصرّف في الأطر، كفّ الزمان عن امتداده الخطيّ لیتحوّل إلى زمن غیبي مطلق، وأمّا المكان فلا وجود لھ إلا بمقدار ما یتناھى لنا من مسار ابن القارح في رحلتھ إلى الجنان والجحیم. والتّضخیم ( كلّ شجرة منھ تأخذ ما بین المشرق والمغرب بظلّ غاط )، والمزج والتّركیب ( خلق من یاقوت ودرّ)
الشّخصیات: عقد لقاءات طریفة بین شخصیّات من حقب تاریخیّة متباعدة (ابن القارح من القرن الخامس والأعشى جاھلي) ومن أنواع مختلفة ( إنس – جنّ، إنسان - حیوان).
التّصرّف في الشّخصیات بإعادة خلقھا سردیّا بما یلائم مقاصد الكتابة في حكایة الغفران من قبیل غفران الأعشى ، إذ "صار عشاه حورا معروفا وانحناء ظھره قواما موصوفا". وإكساب الكائنات صفات خارقة فھذه ( خیل تطیر )...
الأحداث: اشتقاق الأحداث والوقائع من القرآن والشّعر والأسطورة (صخر وقد اشتعل رأسھ نارا في إشارة إلى قول الخنساء: كأنّھ علم في رأسھ نار)، وبناء سیاقات وحوارات جدیدة غیر مألوفة بتقنیة التّحویل وإعادة الانتاج في لغة سردیّة، فیكون المتخیّل السّردي مشتقّا من آي القرآن ومن القصائد الشّعریة
ومن الأساطیر (الحدیث عن الجنّ المؤمنین. انطلاقا من الآیة " إذ صرفنا إلیك نفرا من الجنّ یستمعون القرآن " )
وظائف إعادة التّشكیل:
*فنیا: الإمتاع
الجمع بین نصوص مختلفة لتولید متعة أدبیّة طریفة (النّثر، الشّعر، القرآن، الخرافة، الحدیث ) وتولید قصص جدیدة بفضل خلق سیاقات انطلاقا من مألوف القصص ( تعصّب النّابغة القبلي وتباھیھ بقبیلتھ انطلاقا من قصّة جلده في الواقع بسبب استجابتھ لنداء قبليّ في الواقع )...وابتداع صور طریفة خارقة مثل إخراج الحور من الثّمر وانقلاب الإوزّ إلى جواري
وإیراد العجیب من قبیل إنطاق الحیوان والثّمرات ( ھل لك یا أبا الحسن... ).
*دلالیا: النّقد
نقد التّصّورات السّائدة للوساطة والشّفاعة ( ھذا رجل سأل فیھ فلان وفلان وسمت جماعة من الأئمة
الطّاھرین )
نقد المفھوم السّائد لمعتقد التّعویض ( لا إلھ إلا االله لقد كنت سوداء فصرت أنصع من الكافور )
نقد المعري للمفھوم السّائد للقدرة الإلھیّة ( وقد صار من ورائھا ردف یضاھي كثبان عالج )
نقد التّصّورات المادیّة للجنّة: أنھار الخمر واللّبن والعسل ومجالس الطّرب واللّھو ( ویخطر لھ غناء القیان بالفسطاط في مدینة السّلام ) .
نقد التّفاوت الاجتماعي في عصره: قصران منیفان – بیت حقیر
نقد الواقع السیاسي في عصره: حشر الملوك والسّاسة في الجحیم
نقد الذّوق الأدبي العامّ في عصره، وواقع الأدب والأدیب ( حال الحطیئة في أقصى الجنّة تعبیر
عن منزلة الأدیب الصادق ).
التقویم:
إبداء الرّأي في القول، من قبیل قولنا...لم یقتصر المعري على نقد واقع الإنسان والعصر بل تجاوز ذلك إلى:
-التّعبیر عن شواغل فردیّة خاصّة: ( التّأمّل العلائي في الحیاة والموت، الموقف من اللّذة )
-تعبیره عن بعض مواقفھ النّقدیّة ( مفھوم الشّعر، قضیّة النّحل في الشّعر)
-حدود متصرّف أبي العلاء في ما اعتمد من مصادر خصوصا منھا الأدبیّة، فقد أوردھا بأمانة وخصّھا باستطرادات كثیرة
-موقف بعض النّقاد الّذي یرى أنّ الرّحلة نصّ قصصيّ مفكّك لا نظام لھ بسبب كثرة الاستطرادات ممّا یضعف لذّة القراءة والمطالعة.
التّألیف:
-مصادر القصّ والتّخییل في علاقتھا بشواغل العصر تعبیر من الكاتب عن موقف قلق من العصر وأھله وتحریك لسواكنه.
-سطوة الشّواغل الواقعیّة وحضور عالم النّاس رغم ما یحفل بھ النّص العلائي من عجائبیة...
الخاتمة:(2نقطتان)
الإجمال: -جمع النتائج الجزئیّة والكلیّة بالإشارة إلى تناغم مقوّمات القصّ والتّخییل وطرافة الاختیارات الفنیّة مع جرأة المعري في التّعبیر عن مواقفھ إزاء العصر...
الموقف: إبداء موقف بالقول إنّ الخیال قناع فني للتعبیر عن مواقف المعري من الناس والعصر
فتح الأفق: البحث الجماليّ في قسم الرّحلة وترصیعھا بالخیال وجرأة الموقف لھ صدى في باقي آثار الأدیب الشّعریة والنّثریة... أو التساؤل عن منزلة رسالة الغفران في سیاق تطوّر أشكال السّرد قدیما...
ملاحظة: تسند 5 نقاط للاقتدارات اللّغویّة (اللّغة المؤدیّة للغرض الخالیة من أخطاء الإملاء والاشتقاق
والتّركیب والإعراب...)
___ عربية ✍️💙___
المنزع العقلي:" في أدب أبي حيان التوحيدي "
(القرن الرابع والخامس للهجرة )
مدخل للمحور :
لئن مثل الشعر ديوان العرب الرسمي الذي ميز خطابهم وتأسست عليه حضارتهم (هو علم أمة ليس لها علم ) فإنه كان للتغيرات السياسية والإجتماعية التي عرفها المجتمع العربي الإسلامي في القرن الثاني للهجرة ( عصر المأمون ) أثرها العميق في ظهور نزعة جديدة في الفكر والأدب تولي للعقل منزلة جليلة رفيعة تقدسه وتعتبره إماما هدية و مبراص مبينا وقسطاسا مستقلا . هذه النزعة الجديدة في الأدب والفكر تجلت ملامحها الأولى في آدابيات عبدالله إبن المقفع (106-142 هجري) إلا أن دعوته إلى العقل لم تكن جريئة ثاوية مدسوسة بين ثنايا خطابه الإمتاعي (قصص الحيوان ).
هذه النزعة الجديدة ستتوضح معالمها مع مجيء القرن الثاني مع الجاحظ وكتابه " الحيوان " كمبحث عقلي تأملي يدرس عالم الحيوان ومظاهر الطبيعة دراسة عملية تستندAfficher la suite إلى الملاحظة والتجريد والإستنتاج . هذه النزعة ستتدعم ويشد عودها في القرن الرابع مع " أبي حيان التوحيدي " وكتابه " الإمتاع والمؤانسة " و" المقابسات " باعتبارها مناظرات فكرية ومطارحات فلسفية كانت تلقي بباب الطاق في بغداد شبيهة بالمحورات الأفلاطونية ....
موضوع انتاج كتابي بيجماليون مع الإصلاح - محور النص المسرحي
الموضوع :
عاش بيقماليون مأساة الفنان يتقلب بين الحقيقة و الفن و بين الواقع و الحلم.
حلل هذا القول و دعمه بشواهد مما درسته .
مقدمة: مثلت مسرحية بيقماليون تجربة فنية رائدة في المسرح الذهني و الفلسفي فقد صور تمزق بيجماليون بين الواقع و الفن . فكيف يتجلى ذلك ؟
صنع بيقماليون تمثالا رائعا من العاج بلغ به القمة في الابداع الفني سكب فيه كل طاقته الجمالية و الإبداعية و استطاع به أن ينافس الآلهة في قوة الخلق فإعترفت به الاها بينها . استطاع أن يسمو على ذاته و أن يصنع ما لم يصنعه البشر
. فيقول فينوس "ان بيقماليون استطاع ما لم نستطع " و يقول أبولون معترفاAfficher la suite بعظمة بيقماليون "انAfficher la suite قوة الفن أو ملكة الخلق عند هؤلاء لقادرة أحيانا أن توجد مخلوقات جميلة و نحن سجناء النواميس" و قد طلب بيقماليون من آلهة الحب و الجمال فينوس بث الروح في التمثال ليجرب تحويل الفن إلى واقع و الحلم إلى حقيقة فكانت الصدمة كبيرة إذ كشفت الوقائع أن الفن إذا أنزلناه من عليائه سقط في البساطة و
السطحية و السذاجة و التفاهة و هذا ما حدث لجلاتيا فقد فرت مع نرسيس إلى الغاب و فقدت بعدها الجمالي المقدس و أكدت تمردها على خالقها فحمل بيقماليون المسؤولية للآلهة إذ يقول في هذا السياق "فينوس هي سبب البلاء انظري ماذا فعلت بي أنت و جلاتيا فقد وضعت أنت آية الآيات روح هرة ... لقد جعلت من الأثر الرائع ينقلب إلى كائن تافه" و ازداد الموقف تأزما عندما رأى بيقماليون جلاتيا تكنس الغرفة مجسدة تفاهة الواقع . يقول في هذا الصدد "آه و في يدها مكنسة "
هكذا إذن تتجسد مأساة الفنان بين الجمال المطلق الخالد و بين الواقع بغرائزه و شهواته التي لا تقهر . لقد تجسد في بيقماليون صراع بين عظمة الفن و كبرياءه من جهة و بين ضعف الإنسان الفاني من جهة أخرى و تنتهي المسرحية بعجر البطل التراجيدي في التوفيق بين مقتضيات الفن و ضرورات الواقع
ماهي الاختيارات الفنيّة التي استند إليها توفيق الحكيم في بناء مسرحيّته شهرزاد؟
ما هي القضايا الإنسانيّة المعاصرة التي أثارها؟
إلى أيّ مدى يصحّ هذا القول؟
تقسّم الأعداد بالتّساوي بين عناصر المقدّمة.
الجوهر
1. التّحليل
أ. الاختيارات الفنيّة التي استند إليها الحكيم لبناء مسرحيّته:
ـ التّخلّي عن الوحدات الثّلاث (الحدث والزّمان والمكان) ـ التّخلّي عن الصّراع مع القوى الغيبيّة وجعلهAfficher la suite صراعًا مع الأفكار والمعاني ـ النّهاية المفتوحة غير الكارثيّة ـ التّخلّي عن المصدر اليونانيّ للمسرح التّراجيديّ، وتطعيمه بالمصدر العربيّ الإسلاميّ القديم ـ مخاتلة القارئ بجعل شهرزاد عنوانًا للمسرحيّة، وشهريار بطلاً لها.
ß تخلّص الحكيم من هيمنة الأصول المسرحيّة اليونانيّة القديمة، وتمكّن من إنتاج مسرحيّة متجدّدة البناء والصّياغة.
ب. القضايا الإنسانيّة الذّهنيّة المعاصرة:
ـ الرّغبة في معرفة حقيقة شهرزاد ـ تهميش الجسد، واعتباره قيدًا أمام المعرفة ("أودّ أنْ أنسى هذا اللّحم ذا الدّود").
ـ تتهميش القلب والعاطفة، واعتبار القلب عائقًا أمام المعرفة الكليّة، واعتبار الحبّ ظاهر قديمة أثريّة (إنّي براء من القلب... لا أريد أنْ أشعر، أريد أن أعرف...").
ـ الاقتناع بالعقل أداة وحيدة لمعرفة الحقيقة.
ـ الرّحيل عن المكان والزّمان: ("إنْ لم تعش لتعلم، فلماذا تعيش يا قمر؟").
ـ التأثر بشهرزاد: ("أنت تعرفين كلّ شيء، أنت كائن عجيب لا يفعل شيئًا ولا يلفظ حرفًا إلا بتدبير، لا عن هوى ومصادفة... ما أنت إلاّ عقل عظيم")، والتّخلّص من الحياة التّقليديّة الرّتيبة لمعرفة حقيقة الحياة والوجود والكون، ومعرفة حقيقة الإنسان، وطرح الأسئلة المحيّرة عن "ما هو الإنسان؟ جسد أم قلب أم عقل؟".
ß أثارت مسرحيّة شهرزاد قضايا إنسانيّة معاصرة، فنقلت أطوار مسيرة بطل وجوديّ، وهو باحث عن الحقيقة واليقين.
2. إبداء الرّأي:
أ. المحافظة على بعض الشّروط البنائيّة التّقليديّة:
ـ البناء المسرحيّ التّراجيديّ: مأسويّة مسيرة البطل الباحث عن الحقيقة ـ محدوديّة الأحداث ـ الحجم المتوسّط للمسرحيّة ـ محدوديّة الشّخصيّات ـ محوريّة شخصيّة البطل ـ الصّراع بين شخصيّة البطل وبقيّة الشّخصيّات ـ أخذ البطل من الطّبقة العليّة في المجتمع: ملك ـ الصّراع العموديّ مع الغيبيّات لأنّ ما يبحث عنه من حقيقة يعدّ مسألة غيبيّة غير حسيّة ـ الصّراع الأفقيّ مع الشّخصيّات لأنّ شهرزاد أثارته، وبقيّة الشّخصيّات مع شهرزاد حاولت تعطيله عن المعرفة: السّاحر وقمر والعبد.
ـ استلهام القصّة من التّراث العربيّ الإسلاميّ القديم ـ أسماء الشّخصيّات ـ المكان والزّمان.
ب. القضايا:
القضايا المثارة في المسرحيّة هي قضايا إنسانيّة قديمة متجدّدة، فالإنسان كان منذ القديم مشغولاً بالقضايا الذّهنيّة، ومسألة المعرفة المطلقة للكون والوجود طرحها الفلاسفة القدامى، اليونانيّون والعرب على حدّ سواء: فالغزاليّ الفيلسوف المتصوّف خاض مغامرة المعرفة، ليعرف الله معرفة حقيقيّة مطلقة ـ العلاقة بين الجسد والرّوح طرحت أيضًا عند أغلب الفلاسفة.
3. التّأليف:
جمعت مسرحيّة شهرزاد بين الخصائص البنائيّة المستجدّة والتّقليديّة، وطرحت قضيّة الإنسان، والمعرفة، والوجود، وعبّرت عن الحيرة إزاء الكون، وهي قضايا إنسانيّة خالدة.
الخاتمة
الإجمال: مسرحيّة شهرزاد كانت مسرحيّة جامعة للمشاغل الفنيّة والذّهنيّة.
الموقف: عبّرت هذه المسرحيّة عن ذلك الصّراع الذي يخوضه الفنّان من أجل تأصيل الكتابة المسرحيّة في الأدب العربيّ، وإعطائه خصوصيّته العربيّة، وجعله أداة فنيّة تعبّر عن القضايا الإنسانيّة الخالدة، وتبني إنسانًا عربيًّا جديدًا يحقّق التّعادليّة بين الجسد والقلب والعقل، من أجل تجاوز أزمات الحضارة الإنسانيّة المعاصرة، والكوارث التي أصابت الإنسانيّة نتيجة تصدّع العلاقة بين تلك الأبعاد الإنسانيّة.
الأفق: التّساؤل مثلاً عن مكانة شهرزاد في هذه المسرحيّة التي طغى عليها حضور شهريار.
#منهجية التحليل
#تحليل نص مسرحي(شهرزاد):
النص المسرحي نص معقد بطبيعته، نظرا لتعدد قضاياه ووجهات النظر التي يمكن أن ننظر من خلالها إلى مقاربة النص المسرحي، لكن التلميذ في الثانوي ليس مطالبا بسبر أغوار النصوص المسرحية والتفصيل في دراستها والإحاطة بكل ما تقتضيه الدراسة المتعمقة.
ينتبه التلميذ إلى أن تحليل النص المسرحي يستوجب التركيز على الخصائص العامة للمسرح وكذلك على بعض الجماليات الخاصة بهذا الجنس الأدبي، قبل التوجه إلى قاعة الامتحان راجع جيدا ما يلي:
نبذة عن المسرح وأهم رجالاته.
خصائص المسرحية الشكلية.
الخصائص الأسلوبية للمسرحية.
أنت مطالب بكتابة موضوع إنشائي منظم، يعني ببساطة كتابة مقالة متوسطة الحجم، تجيب فيها عن الأسئلة المقترحة عليك، حاول ألا تخرج عن الموضوع.
أنت مطالب بكتابة موضوع منظم ومنسجم، وليس فقط الإجابة عن الأسئلة بشكل مستقل ومهلهل، اعتن بالروابط جيدا واحرص على انسجام الفقرات وتسلسل التحليل.
استعمل جملا قصيرة بسيطة، كلما طالت الجملة وتشعبت كلماAfficher la suite فقدت السيطرة عليها، وبالتالي تكثر الأخطاء التي أنت في غنى عنها.
بصفة عامة يقسم التحليل الذي تقوم بكتابته إلى فقرات ثلاث:
مقدمة .
عرض/ تحليل.
خاتمة.
المقدمة: يمكنك أن تبدأ بالإطار العام للنص وأذكرك أن عناصر الإطار العام للنص تحتوي ثلاثة عناصر:
صاحب النص:
لا تكثر من الحديث عنه، أذكر المعلومات التي تساعدك على التحليل...! لسنا في حاجة إلى ذكر الحالة المدنية وأسماء أبنائه... .
نوعية النص ومصدره:
النوع هو الجنس الأدبي الذي يندرج النص في سياقه، في حالتنا هذه نحن بصدد تحليل نص مسرحي ينتمي إلى الأشكال النثرية المعاصرة. أما المصدر فالغالب أن يشار إليه في آخر النص، إذا لم تجد معلومات خاصة بهذه النقطة لا تلتفت إليها كثيرا، فأنت لست مطالبا بحفظ النصوص ومصادرها...
موضوع النص:
عليك دائما أن تفترض أن القارئ الذي تكتب إليه لم يسبق له أن قرأ النص الذي تقوم أنت بتحليله، لخص له موضوع النص، أي فكرته العامة في أسلوب شيق واضح ولا تكثر من الكلام الذي لا طائل من ورائه، أعتقد أن خمسة أسطر أو ستة كافية للقيام بكل هذا.. أنت الآن حصلت على نقطتك في المقدمة تستطيع أن تتابع التحليل بكل ثقة.
(إذا لم ترق لك هذه المقدمة يمكنك أن تختار ما يناسبك، احرص فقط أن تكون مقدمتك ذات صلة مباشرة بموضوع التحليل.)
اهتم النثر العربي في العهد العثماني بالشكل أكثر من المعنى، وركز على الأساليب والمحسنات البديعية بشكل واضح، لكن بعد ظهور الصحافة في الوطن العربي ستظهر أجناس أدبية جديدة تعيد للنثر العربي بهاءه وحيويته، كالقصة والمقالة والمسرحية.
العرض/ التحليل:
في التحليل غالبا ما يكون السؤال مرتبطا بتقنيات الكتابة السردية في المسرحية أو العناصر البنيوية للجنس الأدبي، أو في بعض الأحيان الخصائص الفنية والأسلوبية، تقيد بالأسئلة المطروحة، لا تحاول استعراض أفكارك، لأن المطلوب هو الإجابة عن أسئلة محددة، وتذكر أنك مهما أبدعت ومهما أجدت في موضوعك، فإنك لن تأخذ نقطتك كاملة إذا لم تتقيد بالمطلوب، لأنك ببساطة تكون قد خرجت عن الموضوع...، أنت في لحظة شرود...
من العناصر الأساسية في هذا السياق تذكرك لتفاصيل النقط التالية: الحوار- الشخصيات- مواقف الشخصيات من الموضوع- الصراع الدرامي في المسرحية- العلاقات بين الشخصيات- المكان-الزمان- العقدة- الحل- النص المسرحي وأنواعه النص المفتوح- النص المغلق- النص الدائري...
تقنيات مساعدة: الاسترجاع- الاستباق- ...
توظيف الجمل: الخبرية /الإنشائية، وظائف الجمل (يستحسن هنا الاستفادة من دروس الدرس اللغوي، درس الاتساق ودرس الانسجام والجملة البسيطة والمركبة).
وظائف الجملة الفعلية والاسمية....
الجملة الفعلية غالبا تفيد التحول والتغير، أما الجملة الاسمية فتفيد الثبات والاستقرار- الجمل من حيث الطول والقصر.
الخاتمة: ضمن خاتمتك أفضل ما عندك من استنتاجات في أسلوب مركز وجميل.
حجم التحليل:
المقدمة 10%
العرض 80%
الخاتمة 10%
الجوانب الفنية و المضمونية في رواية الشحاذ الذهنية 🌹
باكالوريا آداب:الشحّاذ
تمهيد
بين حيرتين كانت مسيرة الشحاذ الذي نبا به خلف الحقيقة وساد. حيرة في أول الرواية لما قال:"لمن اللوحة الكبيرة يا ترى" وحيرة في آخرها لما عاد إلى الدنيا مرددا :"إن كنت تريدني حقا فلم هجرتني"بينهما تلظى على نار الحيرة ومزقته الأوهام و أعيته السبل وطال عليه الأمد. فبعد أن حبته الدنيا بخيراتها فكر وقدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر وقال إن النعيم إلا وهم يعبر.وكانت غايته منذ البدء البحث في الوجود عن معنى لحياته بحثا ملحاحا على النفس التي رأت أنها في سجن هذا الوجود ولقد كانت لوحة المرعى في عيادة الطبيب خير دليل على هذه الحيرة فالأفق فيها ينطبق على الارض من أي مكان ترصده .يا له من سجن لا نهائي
تلك هي إذن صرخة الانسان الذي جاء إلى هذا العالمAfficher la suite ولم يستطع أن يدرك بعقله علة هذا الوجود لكنه أدرك حتمية الموت فردد ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
لكنه لما لج في السؤال أعياه الطلب .كذا كان حال عمر الحمزاوي الذي لم يجد إلى يقينه سبيلا وكان الشحاذ أكثر شيء جدلا.
المقومات القصصية
البناء الفني للرواية
المقومات الفنية الكلاسيكية
-الاحساس بالمرض: (الفصلين 1+2) انطلقت الرواية بإحساس عمر الحمزاوي ,الزوج السعيد والمحامي الناجح ورب الأسرة المثالي بأعراض مرض غريب وتقول زينب عن ذلك "كنا أسعد زوجين ولم يكن مثله في الرجال أحد"انطلقت الأحذاث مع زيارته الطبيب قصد الاستشفاء من مرضه الغريب الذي جعله ضجرا ملولا خاملا ولا تسفر الزيارة إلا عن توصية بالحمية "الريجيم " و بالراحة وينطلق الحمزاوي في تنفيذ وصية العلاج .
*الإجازة : (الفصول من 3إلى 5) تنجح الراحة و الحمية في إنقاص وزن المريض لكنه لم يشف
* تصاعد الأزمة : (الفصول من 6 إلى 10) تتصاعد أزمته فيكره عمله والمنزل وزينب .ويندفع متطلعا في الوجوه الجميلة ناشدا معنى للحياة في الجنس والحب .ويكثر من ارتياد الملاهي الليلية ومعاشرة النساء فيعيش على إثر ذلك تجربة مع الراقصة وردة.ولكن النشوة الأبدية لا تدرك فيصعد من مغامراته ويهجر زوجته زينب و تتكاثر مغامراته الجنسية مع مارغريت ومنى ووردة.
*في مطاردة النشوة العجيبة : (الفصول من 11إلى 14) بدأ يتوجه نحو الزهد في كل شيء وبدأت تشتد به خال من اليأس و الضياع و التعطش للنشوة المطلقة فينتهي به الأمر إلى للخروج وحيدا إلى الصحراء ليلا وهناك يشاهد انبلاج الفجر ويحس نشوة طالما طاردها في لحظة ترفعه إلى أعلى لكنها سرعان ما تمضي فينحط متخبطا في واقعه البائس .
*التراجع الفصل 15) يمثل هذا الفصل نوعا من التراجع عن المسار التصاعدي إذ يدعى فيه عمر الحمزاوي إلى المصلحة ليحضر ولادة زوجته لابنه سمير فيقرر العودة إلى منزله
* العودة إلى العزلة : نهاية الفصل 15 إلى 19) يمضي عمر في تجربة جديدة تبدأ إرهاصاتها بطلب الوحدة والشوق إلى الرحيل ويعيش لحظة ارتجاج شديدة عند ظهور عثمان خليل رفيقه القديم و الخارج من السجن.ولكنه يمضي قدما نحو هذه المرحلة الجديدة. فيلجأ إلى كوخ في الريف يعيش فيه تجربة صوفية يطلب فيها الاتحاد بالمطلق ويهذي بعالمه القديم في أحلام غريبة لا معقولة يختلط فيها الواقع بالعجيب
*النهاية: ينتهي الأمر بالحمزاوي إلى الخروج من عزلته على يد الشرطة وقد أصيب برصاصة فيجبر على الرجوع إلى دنيا الناس من جديد ويعود صديقه عثمان حليل إلى السجن من جديد.
الزمان
امتد الزمان الموضوعي سنتين وثلاثة أشهر من أوت 1954 إلى أكتوبر 1956.وهذه المدة تقسم تقريبا إلى قسمين كبيرين: 9أشهر قبل خروج عثمان خليل من السجن و سنة وثلاثة أشهر بعد خروجه. وبذلك تكون الأحداث متنزلة في مرحلة ما بعد ثورة 1952 للضباط الأحرار في مصر .
المكان
القاهرة هي الإطار العام للأحداث مركزا ومحورا :
• *عيادة الطبيب
• البيت
• المكتب
• الملهى
• شقة العشيقة
• الصحراء
الشخصيات
*عمر الحمزاوي رجل في الخامسة والأربعين من العمر محام ناجح ينتمي إلى طبقة البورجوازيين الصغار يتمتع بكل ما يمكن أن يحلم به أي إنسان من عمل ومال ومسكن فاخر وزوجة جميلة وأبناء .لكنه بدأ يشكو مرضا تجلت أعراضه في قول الكاتب "ازدادت شكواه من تثاقل جفونه وتكاسل دقات قلبه" لذا يلجأ إلى طبيب صديق هو حامد صبري الذي لا يجد عند مريضه مرضا عضويا ويقر أن مرضه روحي مما يسمى بمرض البورجوازيين.ومن هنا نفهم سر تأزم عمر الشحاذ فهو قد امتلك كل شيء وزهد في كل شيء والتفت إلى ذاته فلم يجد معنى لحياته وقد اغرق في مستنقع المادة والكسب فهامت الروح وتبعها هائما يبحث عن سر الوجود ومعنى الحياة .وتنتهي رحلة الشحاذ في البحث عن اليقين وقد أصابته رصاصة لتعود به إلى دنيا الواقع فيحس فجأة بالنشوة تعاوده على نغمات بيت شعر يتردد على مسامعه ويناديه إلى الحياة "إن كنت تريدني حقا فلم هجرتني "
*عثمان خليل كان يكون مع مصطفى المنياوي و عمر الحمزاوي ثالوثا نضاليا أيام الجامعة فكلهم يؤمنون بمبادىء الاشتراكية والثورة وقد دخل عثمان خليل السجن لمدة عشرين سنة ليخرج منه ثم يعود إليه من جديد وقد أدانته الدولة الاشتراكية .
* مصطفى المنياوي ثالث ثلاثة كانوا من المناضلين والمؤمنين بالمبادئ الاشتراكية لكنه كعمر الحمزاوي ابتعد عن ساحة النضال إيمانا وممارسة منذ الثورة وانخرط في المجتمع الجديد والواقع الجديد .انصهر في البورجوازية المتوسطة واتبع الصحافة وكتابة المسلسلات وقصر همه على المال وجمعه وعلى التسلية في كل شيء حتى أصبح الفن في حد ذاته لديه تسلية وتهريجا .واندثرت عنده كل المبادئ الثورية متعللا بقوله "مادامت الدولة تحتضن المبادئ التقدمية وتطبقها أليس من الحكمة أن نهتم بأعمالنا الخاصة" وهو كثير الحضور في الرواية فقد كان شاحدا على الشحاذ في قصة حبه مع زينب وزواجه منها وعلى كامل مغامرة الشحاذ الوجودية منذ أن شعر عمر بالمرض . وقد هيأ لعمر اللقاء الأول بمارغريت في ملهى باريس الجديدة ثم لقاءه بوردة في ملهى كابري .ومن المتناقضات العجيبة أن مصطفى المنياوي الذي واكب مغامرات الشحاذ هو الذي حاول إرجاعه إلى بيته ليرى مولوده الجديد .
• حامد صبري كان هو أيضا من مجموعة الثورة ولكن علاقته بهم انقطعت منذ اصبح طبيبا ماهرا ناجحا .وهو الذي كشف على الحمزاوي وأقر "أن لا شيء البتة" وأن المرض لا يعدو أن يكون مرضا روحيا يلزمه تغيير نمط الحياة والخروج من رتابة العمل والبيت ضاربا المثل بنفسه حيث يعتمد نظاما في الأكل ويمارس رياضة المشي .
• زينب زوجة عمر كانت بينهما علاقة حب انتهت بالزواج رغم اختلاف الديانات فهي مسيحية محافظة على قدر كبير من الجمال وقد أنجبت من عمر بثينة وجميلة وسمير . وكانت حياتها هادئة قبل أن يمرض زوجها فتتحول من الراحة إلى الذعر والحيرة والقلق لغياب زوجها الشحاذ كل ليلة .فتقوم بدور الناصح المنبه وتتصنع الهدوء تارة و وتلوم زوجها طورا إلا أنه كان يجيبها في يقين من اعتقد اعتقادا كبيرا في ضرورة خوض تلك المغامرة فيقول" شيء لا بد منه"
• بثينة ابنة عمر فتاة في مقتبل العمر ومرحلة النضج مثقفة وطالبة علوم وهي إلى ذلك مولعة بالشعر وتهواه قراءة وتذوقا ومعاناة وقد ورثته عن ابيها لذلك لا تفتأ تحرك فيه صوت الشعر الذي انقطع ونبضه الذي أضعفه الضياع ومسحته أزمته
• سمير كان له فضل إرجاع والده إلى بيت الأسرة عند ميلاده وقد حملت به زينب في فترة تأزم الأب ولكنه لن يكون كأبيه ملولا قلقا بل" إن اسمه سيحميه من الضجر"
═════◄ضرورة انتباه القارئ إلى أن هذه المقومات تنهض بوظيفتين هامتين:
1- وظيفة فنية : بمعنى أنها أطر ومكونات للرواية تحقق متعة فنية (ماذكر سابقا)
2- وظيفة رمزية : بذلك تتحول هذه المكونات إلى رموز تحمل دلالات في إطار الأدب الذهني وهو ما يجده القارىء في قسم الرمزية
ii التقنيات الروائية الجديدة
لانعنى في هذا القسم بالبحث في الجديد والقديم عند محفوظ بقدرما نعنى بالبحث في التقنيات التي جاءت في الرواية متميزة ومنسجمة مع مرحلة الذهنية أو ما يسمى الواقعية الجديدة
إن تعقد قضايا الرواية أوجب تعقد أدواتها الفنية فتشابكت أحداثها وتقاطعت الأزمنة وتمازجت الضمائر وتداخلت أنماط الخطاب من سرد ووصف وحوار وترسل ورؤى وخواطروهدمت الحواجز المألوفة بين كل ذلك لتظل شخصية البطل وما تحيل عليه من أبعاد ذهنية الخيط الرابط ومركز الاهتمام .ويتجلى لنا أن وسائل كشف الباطن قد تعددت في الرواية فقربتها من عالم النفس وتمزقت الفقرة الواحدة كتمزق البطل ويمكن ان نجمل هذه التقنيات فيما يلي :
البناء القصصي يتجلى التجديد في ذلك بانفتاح الرواية بلحظة تأزم تنتقل الأحداث بعدها إلى وفق الاسترجاع والاستباق
البطل الواحد عمر الحمزاوي بطل استقطابي فكل الرواية متابعة لهذا البطل الذي كان أول من ظهر واحر من اختفى وبذلك كانت الرواية كشفا ومتابعة لأحوال البطل في تردده بين الاحساس بالمرض والتوق إلى الشفاء والسعي إليه من خلال التجارب وعلى هذا الأساس يمكن أن نعتبر حضور الشخصيات الأخرى مقصورا على حدود ارتباطها بالبطل فهي روافد توضح جوانب البطل وتبلور هواجسه .ويمكن للقارىء أن يتبين كون الشخصيات لم تكن سوى مرايا تعكس جوانب من تجربة البطل.
كثرة الحوار الباطني : مادامت الرواية متعلقة بقضايا ذهنية وفكرية وتحديدا بالبطل الذي يعيش أزمة كان من المبرر أن يتكثف الحوار الباطني ومن سماته:
* التقطع والتداخل وانعدام الترتيب :إذ أن وطأة تيار الخواطر وأهمية باطن الشخصية جعلتا الحوار الباطني متعرجا معقدا فقد ورد في ممزقا قد ينكسر
* التنوع:ورد الحوار الباطني موجها إلى ذات البطل مباشرة بضمير الأنا "ماذا يعني هذا الحلم إلا أنني لم أبرأ بعد" أو موجها إلى الذات لكن بضمير أنت أو موجها إلى شخصية أخرى خارجية لكن يبقى الكلام رهين النفس كقوله:"حامد صبري….تريد طي ربع قرن من الزمان؟"
وتبعا لتنوع الحوار الباطني تنوعت الضمائر وتداخلت فقد اعتمد محفوظ ضمير الغائب "هو" ليعكس معالم الجو النفسي للشخصية وليوحي بالغربة عن الذات والانسلاخ عنها.ووظف ضمير المتكلم "أنا" في لحظات الاعتراف النفسي والمحاسبة.كما استعمل ضمير المخاطب أنت عند المواجهة ومصارحة النفس.
إن تنوع الضمائر لم يخضع لترتيب معين وتصور محدد بل كان انتقالا دون ضوابط فكان معبرا عن توتر البطل وخادما لأزمته يوضحها للقارئ
*تقلص الأسلوب السردي : السرد لم يكن خاضعا لمبدأ العلية وإنما صارت ذات البطل هي الموجهة الأساسية فوطأة تيار الخواطر وأهمية باطن الشخصية جعلتا السرد معقدا والأحداث متميزة بالتمزق فهي ترتد نحو الماضي عن طريق الومضة الو رائية وتتنقل انتقالا غريبا وفجائيا بين الأزمنة معتمدة في بعض الأحيان على مبدأ التداعي والصدفة
التداعي : يقصد بهذا المصطلح تداخل الخواطر والذكريات وتأرجحها بين أزمنة محتلفة و مشارب وجدانية متعددة وقد حظي هذا الأسلوب في الشحاذ بأهمية كبيرة دلت على عمق القلق و التمزق .ففي الفصل السابع مثلا تتوقف الأحداث المتعلقة بمرح عمر الحمزاوي لينطلق التداعي من رؤيا الشامبانيا المغدقة على العواهر في الملهى إلى "شامبانيا أخرى شربها أول مرة ....وكانت من أرخص الأنواع هدية مشتركة بين عثمان ومصطفى" وقد ينطلق التداعي من حوار عادي سرعان ما يغرق صاحبه في سلسلة من الذكرى المتقطعة وهذا ما نجده في الفصل الرابع أثناء حوار عمر وبثينة في مسائل متعلقة بالشعر أرجعت عمر إلى الماضي فتدفقت أمواجه على مدى صفحتين كاملتين تضمنتا خواطر الحاضر ممتزجة بذكريات الفن والالتزام والشعر .
• البعد الرمزي: الأشياء والأطر والشخوص في رواية الشحاذ لها أبعاد رمزية ورؤى ومضامين أبعد من الظاهر ويمكن أن نستجليها في قسم الرمزية
الرمزية
تتجلى أهم الأبعاد الرمزية في ما يلي
* المكان :يقول مصطفى التواتي" المكان في روايات محفوظ الذهنية ليس مجرد إطار للأحداث والشخصيات إنما هو عنصر ديناميكي فاعل " وهكذا يتبين القارئ أن المكان مساهم بدلالته الرمزية في التقدم بأحداث الرواية ويساعد على مزيد استبطان نفسية البطل في رحلته الميتافيزيقية
** القاهرة: رمز الاختناق الاجتماعي والسياسي لذلك سينشد عمر الخلاص منها
** السجن : إذا ما نظرنا إليه من زاوية خروج عثمان منه ثم عودته إليه تبينا أنه يمكن أن يكون رمزا للمصادرة والاغتيال وقمع لحرية الإنسان وتجريده من إنسانيته كما يمكن أن يكون اختزالا رمزيا لمسيرة الإنسان من سجن الرحم إلى سجن القبر أو من العدم إلى العدم
**البيت : هو عادة ما مثل سكنا للإنسان ومحل راحته النفسية والطمأنينة الأسرية لكنه مع الشحاذ أصبح رمز الرتابة والملل والقلق ولهذا هجر البيت بما فيه من اختناق توقا منه إلى ملجأ أكثر انعتاقا
** الصحراء: مثلت هي الأخرى الرغبة الجامحة في التحرر والانعتاق والاحساس بالصفاء والطهر وفيها انبثق له نور عجائبي تكشف فيه الحمزاوي كالغزالي على أسرار الكون وذاق فيها لذة النشوة الصوفية"واندفنت الشكوك والمخاوف والمتاعب وأظله يقين عجيب يقطر منه السلام والطمأنينة"
**الحديقة ذات الأسوار : هي ملاذ عمر الأخير لكنها كانت ترمز إلى جنونه وما أسوارها سوى الحدود التي أراد تجاوزها لكن لم يتسن له ذلك
*الزمان
الزمن الخارجي : تبدأ الأحداث سنة 1954 وتنتهي بعد سنتين 1956 وفي أثناء هذه المدة نسترجع الماضي ونستشرف المستقبل وقد كان الزمن إضافة إلى وظيفته الفنية ممثلة في تأطير الأحداث رمزا لفترة من الوهن والضعف التي أصابت المجتمع المصري خاصة والعربي عامة بما فيها من خيبات ونكسات خاصة وأن الرواية قد كتبت في 1965
الزمن الداخلي :
* اقترن الليل بالوحشة والقلق فساعد ذلك في الكشف على مظاهر الأزمة التي عصفت بالحمزاوي وبمعنى الحياة عنده
• اقتران الفجر بالولادة وانبعاث الحياة ساعد على تجسيد ما نشأ في ذهن البطل ووجدانه من آمال وأحلام ورؤى لهذا العالم
• الرواية تبدا في النهار وتنتهي في الليل لتنغلق انغلاقا يطبق على البطل فيزيد من حدة تمزقه
*الشخصيات
باستثناء الحمزاوي لكونه شخصية محورية فإن بقية الشخصيات ليست إلا انعكاسات له يرى فيها هذا المريض نفسه ويتبين حدود أزمته خاصة وأن الرواية الذهنيية بصفة عامة هي رواية البطل الواحد الذي تدور في فلكه بقية الشخصيات فقط لتعكس ذاته
*عمر الحمزاوي هو رمز الإنسان العربي الذي تخلى عن مبادئ الثورة وانصرف لحاجاته الخاصة فأثرى وازداد ثراء بعد ولكنه لم يستطع أن يتبين معنى وجوده وحياته في ظل أزمة الثورة التي وعدت ولم تف وهو كذلك رمز الإنسان عموما في حيرته أمام الوجود والموت وفي بحثه المتواصل عن معنى الحياة وفي بحثه المتواصل عن معنى الحياة
*مصطفى المنياوي: رمز المثقف الذي كان يتبنى مبادئ الاشتراكية ثم ارتد عنها بدعوى أن الثورة التي قادها الضباط الأحرار وتحققت في مصر ستتكفل بضمان هذه المبادئ وتحقيقها فانخرط في الواقع متخلصا من مبادئه إيمانا وممارسة
مندمجا في الواقع الجديد اندماجا شديدا جعله يرتد حتى عن مفاهيمه كالفن الذي أصبح لا يرى فيه غير التهريج والتسلية.وبهذا يكون المنياوي نسخة من الحمزاوي بل هما كما يقول مصطفى التواتي "وجهان متكاملان للمثقف الانتهازي الذي سبق أن مثله رؤوف علوان في اللص والكلاب"
*عثمان خليل : رمز الثورة المتواصلة إيمانا وممارسة لذلك قضى في السجن 20 سنة ثم خرج منه ليعود إليه من جديد
*حامد صبري :رمز الاعتدال والعلم والعمل والتصالح مع الواقع وكأنه يردد في نفسه "خذ الحياة كما جاءتك مبتسما".وهو رمز تواصل الماضي والحاضر والمستقبل حيث يذكر الشحاذ بماضيه الدراسي والسياسي والشعري ويدعوه إلى التفاؤل قائلا" فلتحب المستقبل"
*بثينة : اسمها شاعري وقد كانت رمز التقاء العلم والفن الشعري وذلك من خلال دراستها العلمية وميولاتها الشعرية ولعل زواجها من عثمان خليل يمثل التقاء العلم والفن والثورة مجسدا في الجنين الذي حملته من عثمان .
*زينب : رمز المرأة المصرية البوجوازية التي ترى السعادة في الأسرة والعناية بها وهي أيضا رمز التوجه المادي من خلال اعتبار الحمزاوي لها رمز المطبخ والبنك .ولكنها تبقى بالنسبة للقارئ رمز الرصانة والحلم والحب الصادق والحلم والصبر على المكروه.
*سمير : بولادته عاد عمر الحمزاوي إلى أسرته وإن كانت عودة وقتية فهو بذلك يمثل الامل والعودة إلى دنيا النتس عودة أولى قصيرة وأخرى نهائية في ختام الرواية
*وردة و مارغريت ومنى: رموز للطبقة التي تعيش على هامش المجتمع في الظاهر ولكنها تمثل في النهاية قبلة العديد من المثقفين والأثرياء وأن كل إلا واردها وثم تاركها .
القضايا
الأبعاد الفكرية
معنى الحياة والتوق إلى المطلق: وجدت هذه القضية طريقها إلى الشحاذ من خلال تأملات نجيب محفوظ وارائه الفلسفية .ولهذا بدأت الرواية وعمر الحمزاوي يراجع حياته على إثر حوار دار بينه وبين أحد موكليه
قال عمر "تصور أن تكسب القضية اليوم وتمتلك قطعة الأرضثم تستولي عليها الحكومة غدا ,؟؟"
فأجابه موكله " المهم أن نكسب القضية .ألسنا نعيش حياتنا ونحن نعلم أن الله سيأخذها ؟"
فهذا الكلام نبه الحمزاوي إلى حتمية الموت الذي ينتظره دون أن يحقق معنى لحياته .ولحظة التوقف هذه التي تتفجر منها رحلة الحمزاوي للبحث عن المعنى "أشبه ما تكون بلحظة عبث معنوي"على حد عبارة لطيفة الزيات .وتضيف هذه الباحثة مشيرة أن الشحاذ حين أخفق في إيجاد معنى لحياته اضطر للعودة إلى واقع الحياة إلى النقطة التي انطلق منها في رحلته وقد أصبح نصف مجنون إذ لا طريق إلى نشوة اليقين إلى رعشة الحقيقة بالعزلة والتفرد والانقطاع عن الدنيا
والواقع أن روايات محفوظ والشحاذ نموذجا لا تتعدى أن تكون تجربة أو مغامرة تستهدف إعادة التوازن المفقود إلى النفس كي تفهم معنى الحياة وذلك بمصارعة العناصر الخارجية بشرا وأنظمة والسعي إلى أن يكون للوجود والفعل الإنسانيين جدوى وفائدة وللحياة معنى .فإن لم يكن فلا أفل من أن يكون لموته ذلك المعنى .وهذا هو العبث واللامعقول في التجربة الوجودية .
الحب والجنس: من الملاحظ أن روايات محفوظ وردت زاخرة بالمغامرات العاطفية والجنسية الصارخة ولما سئل عن المرأة والجنس في رواياته قال " إن الجنس لمجرد الإثارة يعتبر خارج الفن" فالجنس في رأيه قد يستغل فنيا من نواح أهمها البسيكولوجية والاجتماعية والفلسفية.
والملاحظ ان نساء الشحاذ اللاتي خضن معه المغامرات ينحدرن من وسط اجتماعي انهارت فيه العائلة وتصدعت أركانها كما هو الحال مع مارغريت نجمة الملهى ذات التكوين الانجليزي والمتحررة بطبعها وكذلك الشأن بالنسبة لوردة التي تعبد الرقص واختلفت مع أخوالها وأمها بعد موت أبيها حول ممارسة هوايتها وهجرت أهلها .وهكذا تفعل التربية الملتزمة المقيدة بالعرف الاجتماعي الأخلاقي .وهذا ما عالجه محفوظ في الشحاذ متمنيا ضرورة تدريس الجنس وتعميم ثقافته في المدارس باعتباره جزءا من الصحة النفسية لأن الجنس جزء هام من حياة البشر فليس غرضه إذن إثارة الشهوات والغرائز بمثل هذه المشاهد الإباحية بل غايته إبراز ما تعانيه الطبقة المتوسطة من تعقيد شديد ومشاكل مختلفة في شأن الجنس.
لقد أراد الحمزاوي أن يجد في الجنس ملاذا حيث "كان الجنس في الحقيقة بديلا لنشوة معينة هي نشوة الأيمان"لكنه بعد هذا كله انتهى إلى أن "نشوة الحب لا تدوم ونشوة الجنس أقصر من أن يكون لها أثر"
منزلة العلم والفن في العصر الحديث : تجلت هذه القضية في تمزق البطل بين ميوله الشعرية القديمة وسيطرة العلم في العصر الحديث يقول الحمزاوي" قد تبوأ العلم العرش ف وجد الفنان نفسه ضمن الحاشية المنبوذة الجاهلة" فليس غريبا أن يتعرض محفوظ لهذه القضية وأن يبحث فيها و في الصلة القائمة بين الفن والعلم وبين الدين والفلسفة في العصر الحديث إذ لا يجب أن نتناسى انه خريج فلسفة امتهن الرواية يقول نجيب محفوظ في أحد مقالاته " إن وظيفة الفن أن يسمو بالنفس إلى سماوات الجمال وأن يلتقي بوجدان الفرد مع وجدان الجماعة البشرية في شعور واحد وأن يسلك بشخصية الإنسان في وحدة عامة تضم إليها أعماق الأرض وطبقات السماء وهو لن يؤدي مهمته أكمل الأداء ما لم يؤاخ بين نفسه وبين العلم والفلسفة " فلهذا السبب إذن نجد في الشحاذ ميلا واضحا إلى الحديث عن الفن والعلم واتجاها صارخا لصبغ رواياته بالصبغة الفلسفية
أفكار الوجودية :
الوجودية استكناه لحقيقة الإنسان في وجوده الفردي المحسوس من خلال التركيز على الفعل والتجربة .وأزمة الشحاذ تتوفر فيها سمات الفلسفة الوجودية :
*أزمة البطل تعبير عن قلق وجودي يقول المنياوي عن البطل " إنه يبحث عن معنى لوجوده" فالبطل قد بحث عن الامتلاء وتحقيق الوجود بعد الوعي بأن الجاه والمال والسعادة الأسرية والنجاح في العمل لا تحل ألغاز الوجود ولا تمنحه المعنى.
*القطيعة وطلب الوحدة: بدا البطل وحيدا في حواره مع ذاته "من الآن فصاعدا أنت الطبيب فأنت حر"وتظهر هذه الحرية في تمرده ومغادرته البيت وتخلصه من حصار الروابط الأسرية والمهنية والتقاليد البورجوازية .لأن رغبة البطل في إنشاء كيانه إنشاء نابعا من ذاته في تجاربها الفعلية واضح فكان تمرده غير مبال بالتأنيب العائلي.
أفكار الصوفية : تتشابه تجربة الحمزاوي مع تجارب الصوفيين في:
*الهدف سعي البطل لمعرفة سر الوجود
*الوسيلة توسل القلب للكشف عن جواهر الأمور والنفاذ إلى أعماقها فقد اعتبر عمر القلب أداة لهز الاحساس وتحقيق نشوة متسامية عن قيود العقل و العلم
*الخصائص : -نبذ المادة والميل على العزلة بممارسة الرياضة الروحية والانعزال عن الناس ودنياهم عزلة تامة والخروج إلى عالم المجهول
- الاحساس بالوارد :انبثاق النور أمام البطل ذات فجر في الصحراء وسغيه إلى استعادة تلك اللحظة الفاتنة وفي ذلك ضرب من التماهي مع الصوفيين الذين يرون أن الانسان يتلقى في زهده إشارات نورانية تضيء كالبرق ثم تختفي تاركة رغبة في استعادة تلك اللحظة
-المجاهدة في إصرار عمر على مواصلة البحث عن سر الوجود ونشوة اليقين من أجل "استقبال شعاع النشوة الوردي بلا وسيط"
نفحات منهجية _ باكالوريا آداب. الأستاذ محمد البحروني
الموضوع التقريري: و هو النوع الغالب على الامتحـانـات و يضم هذا النـوع قسـمـين هما المعطى و المطلوب.
مراحل بناء المقال
مرحلة الفهم و التفكيك
هي مرحلة البدء، و أساسها التفاعل مع الموضوع بهدف تمثله طرحا و قضايا.إذ الوعي بماهية الـموضوع و إدراك بنيته العامة تتحقق عبر تفـكيك قسـميه المتلازمين. و هـما المعطى و المطلوب.فالأول قولة تطرح جملة من المعلومات هي بمثابة الإشكاليات و القضايا التي تتحول في المـقـال إلـى عناصر رئيسية و فرعية. و الثاني سؤال يحدد كيفية تناول المعطى و يشير إلى الجوانب التي ينبغي التركيز عليها. و عليه فإنAfficher la suite مرحلة التفـكيك تتم بعـملية أولـى هي تمثل المعطى على حـدة و عملية ثانية هي تبين نوع المطلوب لينتهي المحلل في نهاية المطاف إلى تخطيط مناسب و منظم فيه عناصر رئيسية و عناصر فرعية.
تحليل المعطى :
إن فهم القولة يكون بتناول تركيبها و التعرض إلى إشكاليتها. فلكل تركيب خصوصيات و تداعيات في ضبط المنهج و نسوق الأمثلة التالية على سبيل الذكر لا الحصر:
تركيب التوازن : " لئن...فإن..." مع هذا التركيب نعـتـني بكل القضايا و نتناولها بالطرح و التحليل تناولا يوازن بينها كما و كيفا.
تركيب النفي و الإثبات:" لم...إنما..." ومع هذا التركيب نعتني في قسم التحليل بالجانب المثبت أما الجانب المنفي فنهتم به في قسم النقاش إن كان المطلوب جدليا.
تركيب التفاضل : "لم تكن...بقدر ما كان..." ومع هذا التركيب نهتم بجزئي المعـطى و لكننا نعتني أكثر بالقسم الذي اقترن بلفظة التغليب و التفضيل.
تركيب التقرير : " إن.." أو " لقد.." أو " تركيب شرطي..." ومع هذا التراكيب نوازن بين مشكليات المعطى فلا نغلب واحدة على أخرى.
تحديد المطلوب :
تكمن قيمة قسم المطلوب في تحديده لمراحل الجوهر. وعادة ما يستهل هذا العنصر بفعل أمر، كلما تغيرت صيغته تغيرت مراحل التخطيط. و هذه أنواع المواضيع التقريرية بحسب تنوع صيغة المطلوب فيها.
الموضوع التحليلي : هو الموضوع الذي يستفتح المطلوب فيه بعبارات من قبيل" حلل، توسع، أوضح، أبرز..."
الموضوع الجدلي : هو الموضوع الذي يشفع بصيغة "حلل و ناقش، حلل مبديا رأيك، إلى أي مدى، تبين ما يدعم هذا القول أو يعدله..."
موضـوع المقارنة : إذا كانت صـيـغـة الـمـطـلوب " قارن، وازن، تـبـيـن أوجـه الاخـتـلاف و الائتلاف.."
مرحلة التبويب و التخطيط
ينبني المقال الأدبي مهما تنوع من عناصر ثلاثة تـتكامل منهجا و مضمونا و هي المقـدمة و الجوهر والخاتمة.
المقدمة: و تشتمل على العناصر التالية :
أ. التمهيد:
ويقوم بتأطير القضية المركزية ضمن صياغة تأليفية موجزة تتعلق بالعصر[ كالظروف السياسية، الثقافية ، العقائدية]أو بذكر بعض خصوصيات المؤلف[ كتكوينه، العوامل المؤثرة في أدبه، منزلته الأدبية، مواقف النقاد منه] أو بالحديث عن الأثر الأدبي الذي ارتبط به المعطى[ خصائصه، منزلته في الأدب، مواقف النقاد منه]. ومن شروط التمهيد أنه فكرة عامة و لكنها تتصل بخصوصية المعطى.
ب. تضمين القضية:
و يكون باستثمار نص الموضوع بتضمينه كاملا بعد التمهيد دون حذف أو تعديل أو يكون من المستحسن إعادة صياغته بطريقة مغايرة تختزل قضاياه الرئيسية.
ج. التخلص الإشكالي:
هو آخر مرحلة من المقدمة،لأنه بمثابة التخطيط لقسم الجوهر، و تمثل الأسئلة الحل الأمثل لتحديد عناصر الجوهر و اشكالياته. و هي تمثل ما يشبه العقد بين المقدمة و الجوهر، بين التمثل المجمل في القسم الأول و بين التفصيل و التوسع في القسم الثاني.
الجوهر:
و هو تحليل للقولة يتطلب تنظيما دقيقا. فلا مجال فيه لمراكمة الأفكار. بل لا بدّ أن يكون ذا ترابط عضوي منطقيّ. فتفضي كل فكرة فيه إلى غيرها من الأفكار. و لا يتم ذلك إلاّ متى وعينا بالمطلوب.و بالتالي فإن الجوهر يتنوع بحسب تنوع المواضيع.
نوعية الموضوع التحليل الجدل الاستقراء المقارنة
المطلوب/
نوع السؤال حلل.../توسع.../وضّح..
اشرح.../تبسّط.../بيّن... حلل و ناقش/
ناقش/ علّق إلى أيّ مدى؟
إلى أي حدّ؟
قارن...
عنصر أول
تحليل الأطروحة/تحليل
أو
تحليل+نقاش
كيف ذلك؟
عناصر الائتلاف
عنصر ثان
تعليل نقيض الأطروحة/نقاش
أو
تحليل+نقاش
لماذا ذلك؟
عناصر الاختلاف
عنصر ثالث تقويم/حوصلة تأليف بأيّ حقّ يصح ذلك؟ عناصر التوليد
الخاتمة:
هي القسم الثالث من المقال و تشتمل على:
جمع النتائج: و ينبغي أن يكون ذلك محكما بالتركيز على الأساسيّ دون الثانويّ. هذا القسم يتضمّن الإجابة الحاسمة و النهائيّة على القضايا المطروحة في المقدمة.
فتح الآفاق: بربط القضية المركزيّة في الموضوع بقضيّة أخرى يشتمل عليها المحور. و ينبغي أن تكون القضية الجديدة متولدة عضويّا من القضيّة المطروحة دون تكلف أو اعتساف.
بناء المقال
مقاييس المقال الناجح
المنهج
وضوح خطة المعالجة
ملائمة المطلوب
انتظام الأفكار و ترابطها
تناسق أقسام المقال
الأفكار
وضوح الفكرة صحتها
اتصالها بالموضوع
إحاطة الأفكار بالمطلوب
الاستدلال بالشاهد المناسب
تماسك الأفكار
اللغــة
سلامة العبارة و التركيب
دقة العبارة و وضوحها
موضوعية العبارة و بعدها عن المنحى الانطباعي و اللهجة الشعورية و الكتابة بلغة نقدية دقيقة.
الموضوع - باكالوريا آداب
"رسالة الغفران" موضوع مع الاصلاح: يمثّل الإستطراد أسلوبا فنيَّا مميزا لنصّ الغفران لم يفسد تماسك القصّ ويضعف متعته إلاّ ليغذّي لسان القارئ العربي ويثري بالمعارف عقله. حلّل هذا القول مبديًّا رأيك. *تعريف الإستطراد:
هو الخروج عن الخطّ الرئيسي للحديث إلى مواضع فرعية (من الجنّة إلى الحشر…)
مكانة الإستطراد في الأدب العربي القديم:الإستطراد في الأصل أسلوب مشافهة رسّخ لحظات التدوين عن عمليات الإملاء حتى صار سنّة في الكتابة خاصة عند تلاميذ الجاحظ ومنهم المعري.
أنواع الإستطراد في رحلة الغفران: Afficher la suite له نوعان بمقياس كمّي:
الإستطراد المطوّل: خروج يتعمده المعري ويفيض فيه الحديث عن مشغل لغوي أو حضاري أو أدبي.
الإستطراد الخاطف: هو جمل إعتراضية.درجات الإستطراد في رحلة الغفران: درجتان:
يمكن تمييزها إنطلاقا من طبيعة علاقة الكلام بالقص. فالإستطراد الظاهر في الجمل الدُّعائِية وفقرات التعليق ( مثل قوله: “والحرصات مثل العرصات، أبدلت الحاء بالعين” ففيها تعليقات خارجيّة) هي من بقايا أسلوب الترسّل، والإستطراد الخفي يتخلل الحوار والوصف وغالبا ما يكون في شكل إستعراضا معرفيا وهو إستعراض لمعارف المعري مثلما كان ذلك في نص “ضياع صك التوبة” وما فيه من التبديل الذي قام به بعض الشعراء.
تأليف العنصر الأول:
فالإستطراد بذلك أسلوب مميز لرحلة الغفران تمييزا كميًّا إذ تتعدد الإستطرادات وتتنوع لتخترق مختلف المشاهد الخيالية وتتميز كيفيًّا بأخذ القارئ على القص وتذكيره بالترسل. ويتميز الإستطراد إبداعيًّا فيصبح أسلوبا مولدا للقص ومساعدا عليه ضمن عملية إبداعية كبرى تحولت فيها الرسالة إلى قصة.
الإستطراد مفسد لتماسك القص ومذهب لمتعته:
الإستطراد مفسد لتماسك القص:
بإفساد الإنتظام الحدثي للرحلة وذلك من خلال قطع نمو الأحداث وكسر تواترها بإفساد التسلسل الزمني للرحلة ويبدو ذلك في متابعة حكاية فرعية جرّه إليها إستحضار بيت شعر لشاعر ليصعب بعد ذلك العودة إلى حكاية النزهة دون كسر للنسق الزمني (نص مع الأعشى: بيت الأعشىليت شعري متى تخُبُّ بنا النّا قة نحو العذيب فالصيبون”).
كما أفسد الإستطراد بنية المكان بالتّحول في الأمكنة تحولا عشوائيا فالبطل ينتقل في الرحلة “على غير منهج” كما أفسد الإستطراد بنية الشخصية البطلة فما يجريه المعري من إستعراض معرفيٍّ للأشعار (أشعار الجن) والأخبار (أخبار الأخطل أو بشار ابن برد أو زهير…).
الإستطراد مذهب لمتعة القص:
إن الإستطراد قد قطع نسق القراءة المسترسلة من خلال إثقاف القارئ بالشروح والتفصيلات مثل مشاهد بعث ابن القارح فالاستطرادات اللغوية لا تدعُ الحديث ينمو (والحرصات مثل العرصات أبدلت الحاء بالعين).
كما أن المشاهد الخيالية تنقطع في ذهن القارئ بالمراوحة بين الخيال والواقع فقد كان المعري ينتقل إنتقالا حرا بين عالمي الخيال والواقع مما لا يدع القارئ يركز على فضاء معين.
الخروج من الخطاب القصصي إلى الخطاب الترسلي المباشر:
وهذا الخروج سواء كان خاطفا أو مطولا يربك تعامل القارئ مع النص (الجمل الدعائية)
الإستعراض المعرفي حول مشاغل لغويّة أو عروضيّة:
كثف المعري من الإستعراض المعرفي بدرجة لا تسمح للقارئ أن يتواصل مع بنية القصة خاصة الحدث.الإستطراد يُغَذِّي لسان القارئ العربي ويثري بالمعارف عقله:
من خلال ما يظيفه الإستطراد إلى الرصيد المعجمي للقارئ ألفاظا جديدة ويمكن إستعمال بعضها واستبداله بطريقة تشغله أقرب إلى الفصيح.
من خلال ما يناقشه الكاتب من قضايا اللغة في نحوها وتصريفها وأوزانها وبلاغتها.
من خلال إثارة قضايا نقد الشعر (الخصومة بين النابغة والأعشى / الكم والكيف) ضمن هذه المحاورات بتعريف الشعر وبيان مصادره ووظيفته ( في الإستطراد الخاص لموقف الحشر) يثري الإستطراد معارف عقل الإنسان بالخوض في كل المسائل الفكرية كالعقائدية والسياسية والغيبية. فالإستطراد يستهدف إعادة تكوين القارئ العربي تكوينا يأمل المعري أن يكون عقليًّا أساسًا . .
*النقاش:
إن كثافة الإستطراد محققة في الغالب لتمزييها أسلوبا في قسم الرحلة لكن ما يميز قسم الرحلة على الرسالة ككل هو أساليبه القصصية فبها انفصلت الرحلة عن الرسالة وبالإستطراد ظلت متصلة بالرسالة.
ولا يخفى أن القصة الأصلية قد قطعت أكثر من مرة بالإستطرادات ففسد تماسكها لكن الكثير من هذه الإستطرادات تنشأ قصصا فرعية كقصة الأعشى والحُطيئة وهي كلها قصص وسعت فضاء القص وأثرت نمو الأحداث فالإستطراد بذلك لم يفسد تماسك القص بل ساهم في تدعيم بنية القص.
لا شك أن متعة القص في استرسال الأحداث ولكن الإستطراد قطعها فهذه المتعة يمكن أن تتولد عن المشاهد الهزلية ومواقف الإضحاك وفي ذلك يلعب الإستطراد دورا مهما فالكلام الغريب أكثر إثارة للإضحاك (مهياف – كفر طاب – جحجلول – زقفونه…).ما يتحقق من تغذية اللسان في الشروح اللغوية لم يكن بنسب معهودة لأن دافع الإستعراض المعرفي عند المعري جر لسانه إلى الحُوشِي والغريب. أما القارئ العادي لا تهمه مثل هذه المفردات.
معارف تثري العقل:
يبدو العقل العربي خلال القرنين الرابع والخامس في أزمة محاصرته من قبل تيارات نقلية وعقلية قد قلصت من مد الفكر الإعتزالي إلى حد صار فيه هذا العقل العربي متمردا يهدم كل سائد ويعيد النظر في الكثير من المسلمات الثقافية ومنها الدينية خاصة وليس غريب عند ذلك أن ينقل المعري إلى عقل القارئ حيرة مفكر في عزلته وتناقضه وشكوكه.
التأليف: إن أهمية الإستطراد وليدة الأصل الترسلي لجنس الكتابة فما يقدمه الإستطراد من خدمة مرتبطا أساسا بالوظيفة الترسلية وهي وظيفة أصلية في رسالة الغفران لكن قسم الرحلة وهو القسم القصصي لا يستفيد في روحه القصصية كثيرا من الإستطراد بل قد يعطل الإستطراد نموه الطبيعي ومع ذلك فالإستطراد أفضل على القص لأن رحلة الغفران يحكمها تداعي خواطر الكاتب وحضور معارفه لحظة إملائها لذلك لم تتخلص الرحلة من الإستطراد فأنتجت نصا قصصيا متخيلا يحتضنه ترسل.
منهجية تاريخ و جغرافيا
بش نعطيكم طريقة نخدم بيها ديما نجيب بيها نوتات باهية :
اولا في المقال :
مقدمة :
تمهيد صغير خاص و بعد تنزل الموضوع حاول تبدل كلامو و اعرف كيفاه تربطو بالتمهيد معناها التمهيد العام لازم عندو علاقة بالموضوع مش حكاية منفصلة و بعد تربطهم و في هذا الاطار برك ، بعد هذا تعمل الاشكالية ، الي هي على الاغلب زوز اشكاليات مش وحدة ،
الجوهر :
تبدا بتمهيد صغير ياسر يمهدلك بش تجاوب على الاشكالية الاولى و بعد في اخر التمهيد الي ميفوتش جملتين تعمل اشكالية صغيرة اخرى (مثال : يشهد البرازيل قفزة اقتصادية اقليمية هامة بفضل قوته الصناعية الضخمة ، ففيما تتمثل هذه الاخيرة؟ )
بعد تحط 1 روماني و تعطي عنوان للاشكالية 1 (م : القوة الصناعية البرازيلية )
هذه كالعادة تبداها بتمهيد صغير ياسر (جملة تكفي)Afficher la suite و التمهيد هذا عبارة على ربط بين 1 روماني و 1 عربي بش تخلي خدمتك مربوطة مش صبان معلومات بطريقة مش منظمة )
تحط 1 عربي و تبدا تكتب يكفي انك تعطي احصائية و الا زوز كحجج مش لازم تحفظ كل الارقام بعد ما تكمل تحريرك في 1 عربي تعمل عنصر تخلص الي هو استنتاج صغير (من غير تكرار) و اشكالية اخرى تخليك تبدا في 2 عربي
بعد المرحلة هاذي خدمتك بش تتعاود عبارة على اجابة على الاشكاليتين في شكل عناصر (1 روماني ، 2 روماني) بين كل عناصر و في اولهم عناصر تخلص و تمهيدات صغيرة و برشا اشكالية(حاول تبعد على التكرار) هذا الكل يخلي خدمتك مترابطة و متماسكة و يزيدك ياسر في المنهجية و يعوانك تنضم ورقتك كيما قريت في كراستك بالضبط )
الخاتمة :
عبارة على استنتاج للي كتبتوا الكل في 1 روماني و 2 روماني استنتاج لكن تعطي فيه امثلة صغيرة ياسر (منقصدش ارقام) يعني متعاودش فيه عناوين العناصر و تسكت . بعد تعمل فتح افاق و كيف كيف فتح الافاق لاززمك تربطو بالاستنتاج ، مش تكمل الاستنتاج و تهبط طول تقول فما هي التباينات الاجتماعية و المجالية ف البرازيل . لا تقول مثال : و لان شهد البرازيل قفزة اقتصادية هامة متبلورة في قوته الصناعية الضخمة و الفلاحية المتنامية بيد انه نموذج لسوء التنمية الناتج عن القفزة اذا يصنف البرازيل كاكثر البلدان تباينا سواءا اجتماعيا او مجاليا , ففيما تتمثل هذه التباينات؟ .
------------------------------------------------------------------------------------
: نجيو توا لتحليل ال
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte