تلخيص محاور العربية – بكالوريا شعب علمية*القسم الأوّل : الحجاج و التّفسير في الحضارة العربيّة الإسلاميّة قديما
المحور الأول: في التفكير العلمي
لقد استطاعت الحركة العلمية العربية خلال مسيرتها النّشطة التي استمرت أكثر من ستة قرون أن تحقّق الكثير من النجاحات والانجازات في مجال العلوم الأساسية,وتسهم إسهاما ملحوظا في تطوّر الحضارة الإنسانيّة وتطور الحركة العلميّة العالميّة,وفي التمهيد للنّهضة العلميّة الحديثة في بلاد الغرب.
ومن هذه الانجازات و الإسهامات نذكر:
استطاع العلماء العرب ترجمة ما وصل إليهم من كتب علمية يونانية وهنديّة ورومانيّة في مختلف مجالات العلم ,مثل العلوم الأساسيّة من رياضيات ونجوم وفلك وكيمياء وطبيعة وميكانيكا وحيوان ونبات وعلوم أرض وما إليها,و أنْ ينقلوا هذه الكتب إلى اللغة العربيّة. فكانت ترجمة التّراث العلمي من لغات الحضارات الأخرى إلى اللّغة العربيّة تتم بدافع ذاتي أو بتشجيع من بعض الخلفاء.
ولم يكتف العرب بترجمة علوم الأقدمين إلى لغتهم العربيّة,بلAfficher la suite درسوا هذه العلوم وهضموها وصمّحوا ما احتوته من أخطاء و أضافوا إليها إضافات هامّة كانت لها تأثيراتها الايجابية في تقدم الحضارة العربيّة الإسلامية ,وفي التمهيد للنهضة العلمية الحديثة…وكان للعرب المسلمين الفضل في استعمال المنهج العلمي بمفهومه الحديث,و في الدّعوة إلى استخدام المنهج التجريبي في دراسة الظواهر الطبيعيّة والحيويّة التي تخضع للملاحظة أو المشاهدة الحمتيّة وللتجربة..كما نادوا بالموضوعيّة, والنزاهة, و الدّقّة والتَثبّتَ.
ومن الانجازات التي حققها العلماء العرب والمسلمون في مجال الرياضيات:تهذيبهم للأرقام الهنديّة وتوفيقهم في اختيار سلسلتيْن منها,عرفت إحداهما بالأرقام الهنديّة وهي التي تستعملها اليوم أكثر الأقطار العربيّة الإسلاميّة في المشرق,وعرفت ثانيتهما بالأرقام العربيّة وهي التي تستعمل اليوم في بلاد المغرب العربي و في أوروبا, وإيجادهم لطريقة العدّ و الإحصاء العشري وللكسر العشري,واختراعهم للصّفر وإدراكهم لقيمته الرّياضيّة.
ومن إسهامات العلماء العرب والمسلمين في علوم الفلك والنجوم والجغرافيا الطبيعيّة , أنهم ترجموا كتب الفلك للأمم التي سبقتهم وصمّحوا كثيرا من الأخطاء التي وردت فيها وأضافوا إليها كشفا.و قد فطنوا إلى قصور الحواس عن الإدراك المباشر وحاولوا أنْ يعوّضوا هذا القصور بآلات وأجهزة تمكّن من إدراك ما صغْر أو بعد من الظواهر الفلكيّة.
وكان بعض هذه الآلات والأجهزة اختراعا عربيًا..ويكفي دليلا على ذلك أن معظم أسماء التجوم والكواكب والمدارات بقيت في المعاجم الأوروبية حتى اليوم تحمل أسماء عربيّة,وذلك مثل:العقرب,والجدي, ,والثور..
وفي اعتقادنا إن من أهم الأهداف العامّة التي كانت الحركة العلميّة العربيّة تسعى إلى تحقيقها تحرير عقل الإنسان من الجمود و الأوهام والخرافات والعادات والتقاليد البالية ومن التقليد وتنمية قدرته على الفهم والتحليل والّنقد والتّفكير والاختراع والإبداع.
المحور الثاني:في الفنٌ والأدب
لقد ترك لنا الفّانون العرب في العصور الإسلاميّة إرثا عظيما في الخطٌ و الزّخرفة و الصّناعات اليدويّة المختلفة والرّسم و العمارة..
ففي العمارة حافظ الفنّ العربي الإسلامي على خصوصيّته التي لا تزال تذهل الغربيين في كلّ مكان,
و المصادر المعتمدة في تأريخ الفنّ العالمي تؤكّد لنا أن الفنّانين العرب قد قد وصلوا في فنَ العمارة إلى شأن يضارع أحسن ما وصل إليه الفتانون الغربيّون, فقد نشأت عندهم العمارة منذ العصور الحجريّة الحديثة و تطوّرت أساليبها مع تطوّر فكرهم و اتّساعه إلى أن تبلور عندهم فنَ معماري أصيل انتقل تأثيره إلى اسبانيا (الأندلس) و إلى ايطاليا, وجنوب فرنسا, والى معظم بلاد أوروبا.
إنَّ العمارة العربيّة الإسلامية كانت تنسجم تماما مع العقيدة الإسلامية, فقد شيّدتَ المساكن بما يلائم الحياة العربيّة و البيئة والعادات و التقاليد الإسلامية, و كان اهتمام العربي فيها منصبًا على الواجهات الدّاخليّة للمبنى أكثر من الواجهات الخارجيّة. ففي بداية الإسلام كانت بسيطة المظهر الخارجي, و خالية من الزخرفة, , فكانت تعطي إحساسا عميقا بسياسة التُقثتف التي كان يتبعها الخلفاء الرّاشدون, ثم تطوّر بناؤها و ظهرت أساليب جديدة في العمارة, و لكن رغم تطوّرها بقيت محافظة على التقاليد العربيّة, و روعي أن تكون الفتحات و الشبابيك المطلّة على الشّارع ضيّقة, وجلستها مرتفعة لتحجب النّاظر من خلفها.
أمَّا الخطّ العربي فقد كان يظهر في أشكاله المختلفة على واجهات العمائر الإسلامية بامتدادات و النتواءات و تشابك, في حين كانت الزّخرفة الإسلاميّة المجرّدة” الارابسك” ضربا من التّعويض و التحدَي لمظاهر الطبيعة وهي لم تزيّن العمائر فحسب بل هي أيضا تزيّن الفخريات و الأقمشة و الخشب و العاج و الزّجاجٍ و المعادن و الجلد و الورق و المزهريّات و الصّحاف و مختلف الأواني.
و بذلك يمكن القول بانفراد العمارة العربيّة الإسلاميّة بشخصيّتها وخصوصيّتها رغم نهلها من عناصر جدت بدون شكَ في الحضارات القديمة و لكن ظهرت في عهد الإسلام بأبعاد جديدة و تنظيم جديد جعلها تختلف عمَّا كانت عليه في تلك الحضارات.
تلخيص محاور العربية – بكالوريا شعب علمية
*القسم الثّاني: بعض شواغل الإنسان العربي المعاصر
المحور الثالث:في حوار الحضارات
القضيّة الرّئيسيّة التي تسيطر على المناقشات هي قضيّة – جدوى الحوار.و كما هو الحال دائما انقسمت الآراء بين رافض للحوار مشكّك في جدواه, وبين مؤيّدِ له مؤكّد على أهميته القصوى.
أمّا المشككون في جدوى الحوار فقد كانت نقطة انطلاق هذا الفريق موضوع حوار الحضارات برمّته و أصحاب هذا الفريق مازالوا يسوقون الحجج المعتاد الاستشهاد بها في موقف التّشكيك في جدوى الحوار, فأوّلا هم يؤكّدون انه لا يمكن أن يكون الحوار بين الحضارات مجديا في ظلّ غياب التكافؤ بين أطراف الحوار.
و ثانيا انعدام توازن القوى لا بدّ و أنْ يفضي إلي وضع يملي فيه أحد الأطراف ما يريد في حين يرضخ الطَّرف الآخر. وليس أدلّ على صحة هذا عند أصحاب هذا الفريق أنّ الغرب هو الذ ي يضع أجندة الحوار و يحدّد قضاياه.
ويرى هذا الفريق المتشكّك و الرّافض أنَ حوار الحضارات ما هو إلا واجهة تخفي وراءها صراع المصالح. و من هنا هم غير متفائلين حتّى بالدّعوة إلى الحوار و التفاهم و القبول بالتنوّع .ويؤكّد أصحاب هذا الفريق أنّ مجرد الدعوة إلى الحوار التي تأتي .
من الغرب لا يمكن أن تحوز بثقة الشتّرق و ذلك في ظلَ المتياسات الغربيّة التي تساند الظلم الواقع ََعلى الفلسطينيين و العراقيين إمّا بالمشاركة الفعليّة أو بالصّمت, فهذا عندهم مناخ يؤدي إلى الصراع و لا يساعد على الحوار.
أمَا الفريق المؤيد للحوار و المؤمن بجدواه فينطلق أوّلا من مسلّمة أنّ العولمة حقيقة قائمة و أنّ هذا الواقع يفرض التعايش لا الصراع. و ثانيا انه على الجميع أنْ يقبلوا هذا بدلا من أنْ يضيعوا الوقت و الجهد في احباطات لن تجدي. فعليهم أنْ يبحثوا عن أرضية مشتركة تغذّي الحوار و تساعد على ازدهاره و نجاحه.
وحتى يكون للحوار جدوى, هناك مسؤولية تقع على عاتقي طرفي الحوار, أمّا الغرب فعليه أنْ يغْيّرِ منحى سياساته الخارجية, و أن يتخلّى عن منطق التّحرّك الأحادي على الساحة الدّولية و أن يتحمّل مسؤوليّته في تغيير الصورة السلبِيّة عن الإسلام في الغرب و التي تتحمّل و سائل الإعلام جزءا منها و أمَا الشرق فعليه أن يتخطّى دور المتلقي السلبي.
تلخيص محاور العربية – بكالوريا شعب علمية
المحور الرّابع:في الفكر و الفن
أبهرت تكنولوجيا المعلومات في بدايتها كل الفنانين. واعتقد جميعهم أنها ستحررهم من قيود عديدة كانت تكبلهم على اختلاف مشاربهم إذ أنها حررت الفنان التشكيلي من قيود إطار اللوحة وثنائية أبعادها وحررت فنان الموسيقى من سطوة الآلات وحررت النحات من صلابة مادته وكذلك حررت الأديب من خطية السرد والمكتوب الذي فرضته عليه تكنولوجيا الطباعة. وهو ما أطلق بدوره العنان للقارئ كي يمارس حقه في حرية القراءة وتعددها.
وكان للمبدع السينمائي نصيبه الوافر من دعم تكنولوجيا المعلومات حيث أصبحت كل الحيل السينمائية والمناظر قابلة للتنفيذ … أما المبدع كالمسرحي الذي طالما ضاق ذرعا بمحدودية خشبة مسرحه فقد وفرت له تكنولوجيا المعلومات
وسائل عدة للتحرر من أسر هذا الحيز وذلك من خلال نقل المناظر الخلفية عن بعد ؛ والمشاركة في التمثيل عن بعد . بل أسقطت تكنولوجيا المعلومات الحائط الرابع بالفعل » .
سقط كل الفنانين في فخ تكنولوجيا المعلومات لأنها سهلت عليهم عملهم وخلصتهم من معاناة الخلق وولادة الإبداع العسيرة إذ أن كل الفنانين أصبحوا يلدون إبداعهم بعملية قيصرية وتخدير عام أي بدون أوجاع وآلام ولكنهم نسوا أو تناسوا أن الآلام هي التي تهب لذة الخلق وحلاوة الإبداع.
وعلى الرغم من هذا التهديد يزداد حماس كثير من المبدعين لتكنولوجيا المعلومات ويراها بعضهم مخرجا وحيدا لإنتشال الفن من أزمته الراهنة التي يمر بها… لقد وهبت تكنولوجيا المعلومات الفن حواسا جديدة… كي يعبر بها عن هذا الواقع…
يتضح من هذا الرأي للمتحمسين لتكنولوجيا المعلومات من المبدعين بأننا على أبواب عصر نستهلك فيه فنونا وقع التلاعب بجيناتها كالزراعة تماما وكالخلق الحيواني مع الإستنساخ . ولكن هل ستكون هذه الفنون بنفس طعم الفنون في مؤسساتها التقليدية: بالطبع لا ؛ مثل ما أصاب الغلال التي أصبحت بدون طعم وبدون رائحة ؛ كذلك الفنون مع زحف تكنولوجيا المعلومات سوف تصبح هي أيضا بدون فعل إبداعي وبدون طعم الآلام . وهكذا نكون قد وصلنا إلى مرحلة “وعلى الفن السلام”.
كان الفن في البداية حرفة مثل بقية الحرف ولكنه سما عنها وتفرد وتميز عندما أثبت قدرته على اختراق الواقع والسباحة في عوالم الخيال المجهولة والغامضة وهاهي تكنولوجيا المعلومات جاءت لتعيده إلى بداياته لكي يصبح حرفة تمارس على برمجيات تكنولوجيا المعلومات ولذلك« فإن تكنولوجيا المعلومات تكاد تسلبه بدورها مهمة الوساطة بين الواقع والمتلقي ؛ فهي تزاحمه في تمثيل حقائق الواقع وملاحظة دقائقه ورصد تفاصيل أحداثه ومتابعة متغيراته واستشراف توقعاته ..»
تعاظمت الأزمة وتعددت أسبابها … وجميع الفنون تترنح تحت ضربات تكنولوجيا المعلومات التي تبتلع كل شيء فهي لا تبقي ولا تذر. وكانت أزمة إبداع عامة وعلى كافة المستويات« إن علينا أن نتعقب الأسباب الدفينة التي طفحت أعراضها : كتب بلا قراء؛ ومسارح بلا جمهور ؛ ومعارض بلا زوار؛ ومواهب تتبدد لا تجد من يرعاها ومؤسسات فنية تشكو قلة الموارد والتمويل . »
لا يمكنك تحميل الصور و الملفات يجب عليك فتح حساب في الموقع.
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte