أحمد ولد يتيم يعاني الفقر و الخصاصة مات والده و لم يورثه غير اسمه و لم يترك له غير ذل اليتم و دموع الآسى
هو الآن غصن بلا جذع كورقة في مهب الريح في عالم لا مكان فيه للضعفاء لا يُرَو و لا تسمع أصواتهم
و هو الآن يعيش عند جدته التي هي أيضا فقيرة تشكو من العديد من الأمراض. لقد كان أحمد يرتدي سروالا رثاّ يصل إلى ركبتيه
و قميصا ممزقا تناثرت رقعه و كأنه يعدّ بها سنوات بُأسه و عذابه و قد كان ينفرد بطبعه لقد سكن الحزن و الكآبة قلبه الصغير الذي طالما انشغل بهموم أنهكته .-
وذات يوم لم يأتي الى المدرسة فاستغربنا هذا الحدث و بعد سويعات و في طريق العودة إلى المنزل سمعت أنه انقطع عن الدراسة
ففي في المساء اتجهنا أنا و أصدقائي إلى منزله ففتحت الجدة لنا الباب و سألناها عن أحمد فقالت إنه لا يملك أدوات جديدة و لا ميدعة
لذلك انقطع عن الدراسة . لقد جمع كل واحد مناّ نقود واتجهنا إلى المغازات و اشترينا كل المنقوصات و عندما إلى منزل أحمد
قدمنا كل ما إشتريناه فقال لنا أحمد : شكراً لك من أعماق قلبي على عطائك الدائم، تعجز حروفي أن تكتب لك كل ما حاولت ذلك،
ولا أجد في قلبي ما أحمله لك إلا الحب والعرفان والشكر على ما قدمت لي. أزكى التحيّات وأجملها وأنداها أرسلها لك بكلّ الودّ والحب والإخلاص
ومذ ذلك اليوم أصبح أحمد مهتما بدراسته و لا يتغيب يوم
العمل هو شرط استقرار الإنسان وأساس الإعمار والتقدّم، وهو وقود النجاح،
ولذلك حثّ ديننا العظيم عليه إذ قال الله تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي
الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)