موضوع انشائي حول الحي
محور الحي السنة السابعة
جلست ذات يوم في شرفة منزلنا الجديد أتأمل ساحة الحي الذي انتقلنا إليه منذ مدة قصيرة ..كان حيّا راقيا ذي مبان عصرية لها نوافذ زجاجية لامعة و مداخل فخمة تعكس ثراء متساكنيها و كانت الشوارع واسعة و نظيفة تطويها السيّارات و الشاحنات على مدار اليوم مرسلة دخانا كثيفا في السماء ينعكس احيانا على واجهة المغازات و المحلات التجارية المتراصّة على ارصفة الشارع و يضايق المارّة المسرعين لقضاء حواىجهم كان الشارع ذي حركة دؤوبة لا تنقطع حتى ساعات متأخرة من الليل
اغمضت عيني و قد راودني حنين مفاجئ لحيّنا القديم في المدينة العتيقة حيث ولدت و ترعرعت.. كم اشتقت لازقته الملتوية ذات الحجر الاحمر المرصوف على جدرانها في دقة و انسجام و لطرقاته الضيّقة التي تختزل في طياتها عبق الماضي و سحره و لاسواره العالية التي كانت ولاتزال احسن شاهد على روعة الفن المعماري التونسي الاصيل و تناسق معالمه و جمال هندسته..
تذكرت ايضا منازل حيّنا العتيق المتلاصقة المتعانقة كأنها تروي في صمت مهيب مشاعر الالفة و الودّ المتأصّل في قلوب أهل تلك البيوت : فالجار أخ عزيز و اليتيم ابن مدلّل في كلّ بيت و الفقير ضيف غائب على كل طاولة يتسابق الجميع لاكرامه و اسعاد قلبه في كل حين ..
شتان بين حيّنا ذاك ذي الطابع المعماري العريق و بين هذا الحي العصري الغريب حيث المباني الشاهقة و الزجاج البارد و المداخل الرخامية التي يلتقي فيها سكان العمارة الواحدة لقاء الغرباء يتبادلون بينهم شبه ابتسامات باردة ثم يمضي كل في سبيله ...
لا يمكنك تحميل الصور و الملفات يجب عليك فتح حساب في الموقع.
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte