ماهي الاختيارات الفنيّة التي استند إليها توفيق الحكيم في بناء مسرحيّته شهرزاد؟
ما هي القضايا الإنسانيّة المعاصرة التي أثارها؟
إلى أيّ مدى يصحّ هذا القول؟
تقسّم الأعداد بالتّساوي بين عناصر المقدّمة.
الجوهر
1. التّحليل
أ. الاختيارات الفنيّة التي استند إليها الحكيم لبناء مسرحيّته:
ـ التّخلّي عن الوحدات الثّلاث (الحدث والزّمان والمكان) ـ التّخلّي عن الصّراع مع القوى الغيبيّة وجعله صراعًا مع الأفكار والمعاني ـ النّهاية المفتوحة غير الكارثيّة ـ التّخلّي عن المصدر اليونانيّ للمسرح التّراجيديّ، وتطعيمه بالمصدر العربيّ الإسلاميّ القديم ـ مخاتلة القارئ بجعل شهرزاد عنوانًا للمسرحيّة، وشهريار بطلاً لها.
ß تخلّص الحكيم من هيمنة الأصول المسرحيّة اليونانيّة القديمة، وتمكّن من إنتاج مسرحيّة متجدّدة البناء والصّياغة.
ب. القضايا الإنسانيّة الذّهنيّة المعاصرة:
ـ الرّغبة في معرفة حقيقة شهرزاد ـ تهميش الجسد، واعتباره قيدًا أمام المعرفة ("أودّ أنْ أنسى هذا اللّحم ذا الدّود").
ـ تتهميش القلب والعاطفة، واعتبار القلب عائقًا أمام المعرفة الكليّة، واعتبار الحبّ ظاهر قديمة أثريّة (إنّي براء من القلب... لا أريد أنْ أشعر، أريد أن أعرف...").
ـ الاقتناع بالعقل أداة وحيدة لمعرفة الحقيقة.
ـ الرّحيل عن المكان والزّمان: ("إنْ لم تعش لتعلم، فلماذا تعيش يا قمر؟").
ـ التأثر بشهرزاد: ("أنت تعرفين كلّ شيء، أنت كائن عجيب لا يفعل شيئًا ولا يلفظ حرفًا إلا بتدبير، لا عن هوى ومصادفة... ما أنت إلاّ عقل عظيم")، والتّخلّص من الحياة التّقليديّة الرّتيبة لمعرفة حقيقة الحياة والوجود والكون، ومعرفة حقيقة الإنسان، وطرح الأسئلة المحيّرة عن "ما هو الإنسان؟ جسد أم قلب أم عقل؟".
ß أثارت مسرحيّة شهرزاد قضايا إنسانيّة معاصرة، فنقلت أطوار مسيرة بطل وجوديّ، وهو باحث عن الحقيقة واليقين.
2. إبداء الرّأي:
أ. المحافظة على بعض الشّروط البنائيّة التّقليديّة:
ـ البناء المسرحيّ التّراجيديّ: مأسويّة مسيرة البطل الباحث عن الحقيقة ـ محدوديّة الأحداث ـ الحجم المتوسّط للمسرحيّة ـ محدوديّة الشّخصيّات ـ محوريّة شخصيّة البطل ـ الصّراع بين شخصيّة البطل وبقيّة الشّخصيّات ـ أخذ البطل من الطّبقة العليّة في المجتمع: ملك ـ الصّراع العموديّ مع الغيبيّات لأنّ ما يبحث عنه من حقيقة يعدّ مسألة غيبيّة غير حسيّة ـ الصّراع الأفقيّ مع الشّخصيّات لأنّ شهرزاد أثارته، وبقيّة الشّخصيّات مع شهرزاد حاولت تعطيله عن المعرفة: السّاحر وقمر والعبد.
ـ استلهام القصّة من التّراث العربيّ الإسلاميّ القديم ـ أسماء الشّخصيّات ـ المكان والزّمان.
ب. القضايا:
القضايا المثارة في المسرحيّة هي قضايا إنسانيّة قديمة متجدّدة، فالإنسان كان منذ القديم مشغولاً بالقضايا الذّهنيّة، ومسألة المعرفة المطلقة للكون والوجود طرحها الفلاسفة القدامى، اليونانيّون والعرب على حدّ سواء: فالغزاليّ الفيلسوف المتصوّف خاض مغامرة المعرفة، ليعرف الله معرفة حقيقيّة مطلقة ـ العلاقة بين الجسد والرّوح طرحت أيضًا عند أغلب الفلاسفة.
3. التّأليف:
جمعت مسرحيّة شهرزاد بين الخصائص البنائيّة المستجدّة والتّقليديّة، وطرحت قضيّة الإنسان، والمعرفة، والوجود، وعبّرت عن الحيرة إزاء الكون، وهي قضايا إنسانيّة خالدة.
الخاتمة
الإجمال: مسرحيّة شهرزاد كانت مسرحيّة جامعة للمشاغل الفنيّة والذّهنيّة.
الموقف: عبّرت هذه المسرحيّة عن ذلك الصّراع الذي يخوضه الفنّان من أجل تأصيل الكتابة المسرحيّة في الأدب العربيّ، وإعطائه خصوصيّته العربيّة، وجعله أداة فنيّة تعبّر عن القضايا الإنسانيّة الخالدة، وتبني إنسانًا عربيًّا جديدًا يحقّق التّعادليّة بين الجسد والقلب والعقل، من أجل تجاوز أزمات الحضارة الإنسانيّة المعاصرة، والكوارث التي أصابت الإنسانيّة نتيجة تصدّع العلاقة بين تلك الأبعاد الإنسانيّة.
الأفق: التّساؤل مثلاً عن مكانة شهرزاد في هذه المسرحيّة التي طغى عليها حضور شهريار.
لا يمكنك تحميل الصور و الملفات يجب عليك فتح حساب في الموقع.
الموقع يحتوي على اشهارات يمكنك استعمال الموقع بدون اشهارات في حالة الاشتراكالطريقة الوحيدة للاشتراك هو مراسلتنا على الوتساب على الرقم َValider votre compte